||
بشاير الحربي
ما بين حين وآخر يحدث أن تتغير بعض الملامح في حياتك، وقد تبدو لك واضحةً جليَّةً في بدايتها ونقطة تحولها مع ما يلاحقها من صعوبة التأقلم معها، ولكن ما أن يمر الوقت وتتعود الحواس عليها، وتستند وتندمج وفق مفاهيمها الأساسية؛ستتغير تلك الملامح إلى المألوفة بما فيها مشاق ومتاعب وعقبات.
إن الفطِن يَجِدُ من خلال تلك التغيرات مدخلاً في صالحه، وموردًا لما ينفعه؛ليكتسب من مجرياتها حصيلة معرفية يصقل بها شخصيته، ومن ناحية أخرى دروبه العملية.
ومن المهم البالغ الأثر: ألا تُفتقد في خضم التغييرات، وفي مراحل تشكل التطورات: “قيمة التركيز المثلى”، والتي تمثل العنصر المهم في تطور التغيرات للأفضل دائماً، ففرضية التأقلم كما ذكر تشارلز داروين: “ليس أقوى أفراد النوع هو الذي يبقى، ولا أكثرهم ذكاء، بل أقدرهم على التأقلم مع التغيّرات”.
وهنا فرق بين مفهوم التأقلم ومفهوم التكيف، إذ إن التأقلم يحدث في فترة قصيرة من الزمن وبالتدريج، وضمن حياة الإنسان ذاته، مقارنة بالتكيّف الذي يمثل تطورًا يحدث على مدى أجيال عديدة.
إن التأقلم مع المستجدات المتلاحقة، والتغيرات المتسارعة يعتمد على جذب الأحداث والمواقف الإيجابية والسلبية إلى حياتنا وفقاً للأفكار التي نعتنقها ونعتقدها في الوقت ذاته، والاستجابة لواقع البيئة المحيطة وتحويل المناسب واللائق منها إلى السلوك العملي، إذ الإنسان يملك مغناطيس الجذب، والعقل البشري يشبه المغناطيس في تعامله مع الأفكار جذباً أو نفوراً، فاستخدامه للتفكير بالأحداث والأفعال بطريقة إيجابية يجعله يحصل على نتائج إيجابية حتماً، بينما استخدامه بسلبية سيجعله يفكر بنفس النمط السلبي وسيكون ذلك الخط العام لحياته.
وبهذا تتضح المقولة الشائعة بأن أفكار الضعف والفشل وقلة الكفاءة والخوف تخلق قوة طاردة للنجاح والتميز، بينما أفكار قوة الذات والثقة والجدارة والاستحقاق تجذب لك الإبداع والتألق والتمييز.
ومن وجهة نظر شخصية؛ فإننا في حياتنا نبحث عن المساندة التي تشعرنا بالأمان، والتي بها نستطيع أن نصل لبر الأمان، وهذا يستوجب ألا نضخم من شأن سلبيات التغيرات الطارئة والمفاجئة، وألا نعتبر التقلبات الحاصلة هي التحدي الكبير العاجل المتطلب للاستجابة الفورية للمتغيرات، بل نواجهها بالحكمة والتوازن والاستسلام للواقع، وإعطاء الأمر حظه من انخفاض المحفز الفطري، وخمول القوة الطبيعية في مواجهة التغيرات، لينتج بذلك حقولاً إيجابية، وينابيع معرفية موصلة لاتخاذ القرارات اللازمة عندما تسنح الفرصة لذلك، إذ الاستراحة للعودة بشكل أفضل هي الخيار الأسلم الذي يمكِّننا من تدارك موازين الحياة لتجنب الخسائر الفادحة التي لا تعوَّض، والهزائم المتتابعة التي لا مجال للانتصار فيها مرة أخرى.
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020
مقالة محفزة ملهمة، وحقًا وصدقًا: “الفطِن يَجِدُ من خلال المتغبرات مدخلاً في صالحه، وموردًا لما ينفعه؛ليكتسب من مجرياتها حصيلة معرفية يصقل بها شخصيته، وما ينير دروبه العملية” 👌👌💫
بوركت الأفكار
وسلمت الأيادي
ربي يزيدكم 🤲
اللهم آمين، وجزيتم خيراً دائماًً ما يكون مروركم عطر فواح عبيره الصدق والوفاء.
شكراً لك دائماً🙏🏻
أفكار الضعف والفشل وقلة الكفاءة والخوف تخلق قوة طاردة للنجاح والتميز، بينما أفكار قوة الذات والثقة والجدارة والاستحقاق تجذب لك الإبداع والتألق والتمييز.
حقيقة الاستحقاق ثم الاستحقاق ، إن من أسباب أنطلاق الشخص وانجازه وحب تألقة يكون خلفة سابقًا أما خوف أو سقوط أو انهزام ..
متى ماتقرر تحصل على ماتريد ، يسعدك ربي ودائمًا مبدعة ..
إستمري .. 🤍🤍
مقال رائع بوركت جهودكم وأفكاركم النيرة استاذة بشائر
شكراً لك مها الغالية على هذه الكلمات الرنانة التي توجت سطور مقالي والاستمرار دائماً دافعة بفضل الله ثم فضلكم 🤍🙏🏻 لاحرمتُ وجودكم 🙏🏻
الأروع دائماً صدق لمساتكم الشيقة ،والافضل بكم استاذ محمد يستمر شكراً لك 🙏🏻