||

من نافذة غرفه الإستقبال

22 أكتوبر، 2021

ماجده الكثيري

 

أنظر إليهم من نافذة غرفه الإستقبال!
يفرق بيني وبينهم لوح زجاجي النوع ،مربع الشكل .
لكن يُخفي ورائه حكاية!
لكل مار منهم .
حكاية ألم ً،حكاية أمل ،حكاية ممزوجة بكليهما .
أُحدق مليئا ًفيمن يمشون
في هذا الطريق ،
أنواع من البشر على اختلاف ألوانهم ،وجنسياتهم ،وأشكالهم
إلا أنهم اجتمعو على أمر واحد
أنهم ذهبوا إلى المستشفى
لأخذ علاج أو الدخول عند الطبيب .
ترى الفرح المُستبِشر .
وترى الخائف المترقب ،وترى رحمة الأبوين على طفلهم .
ترى وجوه جاهمة ليس بها أدنى رحمة .
ترى امرأة تجري وراء طفلها ،أوزوجها ،وهو يقذفها ببعض الكلمات الجارحة وهي مستسلمة …
تصارع ألم وجعها وألم أذيتهم لها.
أرى البار بأمه يرعاها ويدللها بكلمات الحب ،وهي تقول :بحنية الأم( ياولدي أتعبتك ويرد عليها )
يامال الجنه رضاااك بدنيا).
كم انشرحت نفسي ،وتهلل وجه ،عندما رأيت شابا باراً بأمه .
ولاشعوريا ًلهج لسان بكلمات الدعاء له .
رأيت أُماًتجري وراء طفلها الذي أظنه!غير شاعرا ًبما حوله ،
وأنه في ملكوته الخاص به .
سأسميه :
(طفل الرحمه الإلهية) من أصيب
بتوحد ،أو كان معاقا ًفليست الإعاقه بالجسد، بل بالفكر .
فحمدت الله أني وإياها في نعمة
العافيه، ونعمة الابتلاء.

ورأيت الأم الوحيدة التي تسأل
هذا ،وذاك ،وعن كم رقمها؟ وهل جاء دورها؟ فسألت :أليس لها أبناءاً؟!
يقومون برعايتها، وطرحت سؤالا ً آخر على نفسي ألهم عذر؟
أم أني ألتمس لهم العذرالحسن !

وأعجبني !ذاك الشاب الذي يدفع بالعربة وهي خالية نعم خالية،لأرمق أمه
ورائه تمشي خطوة بخطوةتحمل
عصاها بيدها فتذكرت كيف خلق الإنسان؟في بدايته صغيرا ًثم يعود صغيراً بملامح ،وجسد أكبر.
ورأيت الممرضه التي تكلمك بوجه طلق ،وكأنها تريد منك شيئا …والأخرى التي تصرخ أين كمامتك ؟
شتان بين وبين …
وما الغريب في ذلك كله !؟أني رأيت
طبيبة،وكانت تمشي
من أول الممر إلى نهايته ،وتعاود ذلك .أكثر من مره فقلت في نفسي سبحان الله هي قريبه مني لايفصلني عنها إلا جدار زجاجي ،
لكن أمرها خفي عني.
عندها تذكرت عائشة رضى الله ،عنها وخولة بنت ثعلبه ،التي سمع الله صوتها من فوق سبع سموات .وعائشه أم المؤمنين ،رضى الله عنها
قريبة منها، فلم تسمعها
عن عائشة، رضى الله عنها، أنها قالت: «الحمد لله الذى وسع سمعه الأصوات،، لقَد جاءتِ المُجادلةُ إلى رسولِ اللَّهِ ، صلَّى الله عليه وسلم… في جانبِ البيتِ ما أسمعُ ما تَقولُ.
فتعجبت مما جرى حولي !
كل ذلك في ساعات قلائل ،بل دقائق وثواني ،
وعلمت أن أحداث الدنيا كحلم
نشاهده وهو في واقع الأمر حقيقة
نراها ،ونلمسها ،وكثير من الأمور خفيت ،ولم نرى منها إلا ما أحببنا أن نراه ….فسبحان مدبر الأمور….

رد واحد على “من نافذة غرفه الإستقبال”

  1. يقول صباح حسن البريكان:

    سبحان الذي لايخفى عليه دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء .. أحداث لامست قلبي شكرا ماجده .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

رأي المصداقية

1 يناير، 2021
رآي المصداقية

  كان حلما يراودنا منذ...

كتّاب المصداقية

23 أكتوبر، 2025
نصفك الأسود

ضيف الله نافع الحربي  ما...

15 أكتوبر، 2025
من جدة إلى كأس العالم

ضيف الله نافع الحربي  من...

9 أكتوبر، 2025
أخطر العقود “أنا وأنت معًا”

ضيف الله نافع الحربي  رابط...

2 أكتوبر، 2025
اقرأ لتكبر

ضيف الله نافع الحربي  لا...

أوراق أدبية