||
هديل عوده
في حياة كل إنسان لحظات يصل فيها إلى فيضٍ من المشاعر، حيث لا يعود قادرًا على الكتمان أكثر. عندها تصبح الكتابة ملاذًا، لا انتظارًا لردٍّ، ولا بحثًا عن اهتمام، بل لأن القلب ضاق بالكلمات، ولأن الكلمات احتاجت أن تُقال.
قد لا يعني ما يكتبه الكثير للآخرين، لكنه يعني له هو الكثير، لأنه أخيرًا تجرّأ على أن يكون صادقًا مع نفسه.
الصدق مع الذات ليس ضعفًا، بل شجاعة أن تواجه الحقيقة، وأن تعترف بمخاوفك، وأن تبوح بما أثقل صدرك طويلًا. هو بداية قوة جديدة، فمن يختار الصمت دائمًا يُحمّل نفسه أكثر مما ينبغي، حتى يكتشف أن الاعتراف أول خطوة نحو الحرية.
لكن الصدق لا يكفي وحده، بل يتبعه العمل.
وأحيانًا يتوق الإنسان لإنجاز أمرٍ عزيزٍ على قلبه، لكنه يجد نفسه مثقلًا بالكسل أو بالخوف، ومع ذلك يقرّر أن يقاوم، أن يحارب نفسه، وأن يُصرّ على المضيّ قدمًا.
اليد حين تعجز تمتدّ إلى أختها، والرجل حين تثقل تستند إلى الثانية، والجسد كله يتكاتف ليمنحه دعمًا صامتًا.
فالطريق إلى الإنجاز لم يكن يومًا سهلًا، بل مليئًا بالكفاح، وباللحظات التي يوشك فيها المرء على الاستسلام. لكن فرحة أن يبدأ ما كان يخشاه، وينجز ما كان يظنه مستحيلًا، تجعل كل شيء يستحق.
ذلك النصر — مهما بدا صغيرًا للآخرين — هو نصرٌ عظيم على التردد والخوف، ويُشعر صاحبه بكرامةٍ وقيمةٍ لا يهبها أحد.
وفي النهاية، أجمل ما في الإنجاز أنه ليس مجرد نتيجة تُروى، بل قصة صراع تُعاش، وهدية صامتة لكل من يكتم مشاعره أو يخاف من بداياته.
ففي الصدق مع الذات تبدأ الحرية، ومن الاعتراف تنطلق أولى خطوات القوة.
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020
مقال اكثر من رائع يلامس القلب
ماشاءالله تبارك الله مبدعه كعادتك ،سلمت اناملك
مقالة رائعة حقيقية ومليئة بالمشاعر ، شكراً
يقول أبو تمام:
بصرت بالراحة الكبرى فلم ترها
تنال إلا على جسر من التعب
لقد استطاع أبو تمام أن يصل إلى لواعج صدورنا، وإلى حقيقة نفسية مفادها أن الإنسان يشعر بالراحة والاطمئنان وتقدير الذات بعد أن يصارع تعبه ومخاوفه وكل ما يقلقه فالراحة الكبرى لا تنال إلى بعد المشي على جسر التعب !
الإنسان في حياتنا الدنيا يعيش مرة واحدة وهو يلونها كيف شاء بألوان تبعث الفرح والدفء والراحة، أو بألوان قاتمة، أو يتركها بالأبيض والأسود ؛ هو وحده من يحدد ذلك لهذا فإن مخاوفنا هي في حقيقتها ذاتية متى ما أدركنا ذلك فإن كسر ذلك القيد والخروج من تلك الزجاجة أمر سهل يكفيه أن يعرف حقيقة مخاوفه وأنه هو وحده من يغيرها .
أكثر المخاوف ترتبط بنظرتنا لما سيقوله الآخرون عنا وهذا الوهم هو ما يقيد الكثير فالناس أصلا مشغولون بحياتهم وحساب ما يتبقى من رواتبهم و بالتوفيق باستقدام خادمة جيدة أو تخفيضات قيمة أو أي شيء من تفاهات الحياة هم منشغلون بذواتهم ونحن نتوهم أن حياتنا معلقة بكلماتهم.
الحياة جميلة وبسيطة دافئة بمن نحب ملهمة بمن يحيطونا بنا زاهية بتفاؤلنا عظيمة بإنجازاتنا وأعظم إنجاز هو رمي مخاوفنا خلف ظهرنا والاستمتاع بكل لحظة فيها بلا هم أو خوف أو قلق.
مقالة جميلة وقلم مميز يبعث على التأمل والتفكير.
بوركتِ.
متميزه ومبدعه كما عهدناك سلمتي وسلمت أناملك
هناك ابداع يقاس بالكلمة واخر بفخامة وانتِ جمعتِ مابينهما👌🏻
تسلم الايادي المبدعه جعلها ماتمسها النار
رائعة يا هديل
ماشاء الله تبارك الله كعادتك غاليتي لا تاتين الا بكل جميل
الى الامام
مقال جميل
مبدعه فالكم التوفيق والنجاح الدائم
سلمت أناملك التي سطرت فأبدعت .
الى الامام دائماً هديل🤍
مبدعه هديل بالتوفيق يارب
سلمت أناملك يا صديقتي ،،
تظن أن الدنيا قد أظلمت
وأن قلبك لم يعد يملك سوى نبضاتٍ متعثّرةٍ تتهادى على حافة الانطفاء،
تتّكئ على طرف سلاحها كأنك تسلم أمرك إلى فراغٍ بارد،
وعيناك تحدّقان في المدى حيث لا شيء هناك، لا ضوء، لا خَطى، لا رجاء،
لحظةٍ يراودك فيها اليقين بأن لا نهاية لكل هذا السوء.
وما هي إلا ومضات،
حتى تتناثر من السماء قطراتٌ رقيقةٌ تنحدر على وجهك،
تمسح ملامح الغيب، وتوقظ فيك بقايا الحياة،
كأنها لمسةٌ من الغيب، وعدٌ خفي بأنك لست وحدك،
وأن يد اللطف الإلهي تسبق يأسك،
لتذكّرك بأن الله أقرب إليك من كل فراغ.
أروى .