||
سندس حسين
يكتب المعلم التاريخ بعطائه، فيعود التاريخ ليحتفي به.
في الخامس من أكتوبر، يحتفل العالم بيوم المعلم، صانع الأجيال ومربّيها، وغارس البذرة الأولى.
وعلى أنغام قناة سنا التي تصدح في قلبي منذ الصغر، تحمل معاني العطاء والتفاني التي غُرست في قلبي قبل أن أختار دربي:
“الورد يهدي عطره والنهر يسقي غيره
وترى المعلم باسمًا للخير يهدي عمره
حمل الأمانة راضيًا يا ربِّ بارك عزمه”
مرت طفولتي، وكبرت وأنا أرى المرأة الأعظم في حياتي تمارس مهنة التعليم، كنت أسمع عنها الخير من غيرها، وأرى أثرها في أجيالٍ أخرجتها إلى النور، تضحي وتعطي وتسعى بقلبٍ حنونٍ صابر، لا تنتظر ثناءً وهي أهلٌ للثناء
لأمي الغالية التي سخرت علمها وحياتها للتعليم، ولعطائها الذي لولا الظروف ما انقطع، شكرًا لها وعرفانًا لها بالجميل.
لم أكن أعلم ماذا يخبئ لي القدر، وأني سأكمل مسيرة ما بدأت به أمي، فقد كنتُ ككل الأطفال، أحلم بأن أصبح طبيبة أو مهندسة لكن رياح الحياة جرت بما لا تشتهي سفني فإذا بي أجد نفسي في الميدان التربوي، أحمل القلم وأقف على منصة التعليم، معلمةً للأجيال.
تمر الصباحات، وليست كأي صباحات
ولن أبالغ إن قلت إنها أجمل من الصباحات التي حلمت بها لمستقبلي، فاللحظات التي أعيشها بين طالباتي، وفي أروقة الصف، منحت حياتي معنى لم أتوقعه
إنها لحظات تؤكد لي أنني لم أكن أنا من اختار التعليم، بل هو من اختارني وان الرسالة التي أنقلها ستكون مصدرًا لفخر أبدي.
وفي الختام، أقول لكل معلم ومعلمة: كل الأيام لكم ومنكم، وعلى جهودكم وعطائكم تبنى الأمم، وتضيء حياة الكثيرين. فهنيئًا لنا جميعًا بهذا الشرف العظيم، ونسأل المولى الإخلاص والسداد.
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020