||
ماجد عبدالله السريحي @majedstopuqu
تشهد المملكة العربية السعودية تحولًا نوعيًا في مشهدها الثقافي ضمن رؤية 2030، حيث لم يعد الاستثمار في الثقافة ترفًا، بل أصبح قطاعًا اقتصاديًا حيويًا يعزز الهوية الوطنية، ويجذب الاستثمارات، ويُسهم في التنمية المستدامة.
الأرقام تتحدث
وفقًا لبيانات وزارة الثقافة، حققت القطاعات الثقافية في المملكة ما يقارب 500 مليون دولار من الاستثمارات، بمشاركة تتجاوز 1700 مستثمر دولي، ضمن نحو 50 ألف مستثمر محلي ودولي. وتستهدف المملكة رفع مساهمة الثقافة إلى 3٪ من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030، أي ما يعادل 180 مليار ريال (48 مليار دولار). وعلى الصعيد العالمي، تشير تقارير اليونسكو إلى أن الصناعات الثقافية والإبداعية تسهم بما يقارب 4.3 تريليون دولار سنويًا، أي نحو 6.1٪ من الاقتصاد العالمي.
مؤتمر الاستثمار الثقافي: كلمة وزير الثقافة
وفي افتتاح مؤتمر الاستثمار الثقافي، عبّر صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة، عن اعتزازه بالدعم اللامحدود الذي يحظى به القطاع الثقافي من القيادة الرشيدة، مؤكدًا أن هذا الدعم هو المحرك الأساسي لتحوّل الثقافة إلى قوة اقتصادية ناعمة. وأوضح سموه أن ما تملكه المملكة من كنوز ثقافية وتراثية لا تُقدّر بثمن، وما تتميز به من تنوع طبيعي وحضاري، جعلها وجهة سياحية وثقافية فريدة على مستوى العالم.
كما أعلن سموه عن تأسيس جامعة الرياض للفنون كأحد المشاريع الاستراتيجية الكبرى، لتكون منصة تعليمية واستثمارية متخصصة، تسهم في تمكين المواهب الوطنية وتعزيز الصناعات الإبداعية، بما يواكب مستهدفات رؤية المملكة 2030 ويضع الثقافة في قلب التنمية المستدامة.
الإعلام والعلاقات العامة: من النقل إلى صناعة الأثر
في هذا السياق، لم يعد الإعلام مجرد مرآة للأحداث، بل غدا صانعًا للمعنى ومهندسًا للتأثير، يروي الحكاية الوطنية بلغة معاصرة ويحوّل الثقافة إلى قوة جذب استثمارية وسياحية. أما العلاقات العامة، فهي الذراع الذي يبني جسور الثقة مع الجمهور والمستثمرين، ويوظف التسويق الاجتماعي لترسيخ السلوكيات والقيم الإيجابية، من الاعتزاز بالتراث إلى دعم المبادرات المجتمعية.
أثر يتجاوز الأرقام
الأثر الذي يصنعه هذا التكامل يتخطى حدود الاقتصاد؛ إذ يعزز داخليًا الانتماء الوطني والتماسك الاجتماعي، وخارجيًا يرسّخ صورة المملكة كوجهة ثقافية عالمية تجمع بين الأصالة والحداثة، وتفتح آفاق الشراكات الثقافية والاستثمارية مع مختلف الدول.
ساحل الحرف
إن الاستثمار الثقافي، حين يقترن بإعلام مؤثر وتسويق اجتماعي واعٍ، لا يبني فعاليات مؤقتة، بل يصنع قوة ناعمة سعودية متجددة، تضع الثقافة في قلب الاقتصاد، وتمنح الهوية الوطنية بعدًا عالميًا يليق بمكانة المملكة وتطلعاتها.
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020