||
سميرة الزهراني @sameerh8
أما وإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده، فلماذا لا يحب العبد الاستمتاع بنعمة ربه عليه، مهما كثرت أو قلت؟ أليس من شكر النعمة حسن الانتفاع بها؟!
ألم يخبرنا ربنا: *(لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)*؟ وهل شكر النعمة إلا أداء حقها من انتفاعٍ ونفقةٍ في أوجهها المستحقة، وادخارها بعلمٍ وحكمةٍ وبصيرة؟
ثم يأتي ذلك الجاهل المحروم، فيرزقه الله، فيبخل ويقتر ويقصر على نفسه وأهله، بل لا يؤدي حتى حق الله في المال الذي آتاه، فلا يتصدق ولا يزكي ولا يعين ذا الحاجة، ولا يمد يدًا لمسكين، خوفًا من خسارة المال الذي هو مال الله بالأصل!
المال زينةٌ ونعمةٌ وابتلاء: خيرٌ عظيم وشرٌّ مستطير. والتوازن في الإنفاق أمرٌ مطلوب، فلا إفراط ولا تفريط، كما وجهنا القرآن:
*(وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا* ﴿٢٩﴾ *إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا* ﴿٣٠﴾).
وقال الإمام أحمد: حدثنا بهز، حدثنا همام، عن قتادة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله ﷺ قال:
*«كُلُوا وَاشْرَبُوا وَالْبَسُوا وَتَصَدَّقُوا، مِنْ غَيْرِ مَخِيلَةٍ وَلَا سَرَفٍ، فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ يَرَى نِعْمَتَهُ عَلَى عَبْدِهِ»*.
هذا والبخيل مسكينٌ، حَرَمَ نفسه وأهله لذة الاستمتاع بنعمة الله. والبخيل سيء المعشر، بخيلٌ في عطائه بالكلية والمجمل. ولقد ذكرت العرب أن البخل من أسوأ ما يوصف به الرجل.
عافانا الله وإياكم من هذا البلاء.
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020