||

مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة تاريخ يُكتب بلغة الحاضر

16 يونيو، 2025

✍️ بقلم: ماجد عبدالله السريحي 

@majedstopuqu

 

🔵 المدينة التي لا تُشبه إلا نفسها

المدينة المنورة ليست مجرد اسم على خارطة، بل شعور يسكن القلب قبل أن يُرصد في الكتب. فيها عاش النبي ﷺ، ومنها بدأت الرسالة، وإليها تهفو الأرواح طلبًا للسكينة.

ولأن تاريخها أعمق من أن يُختصر، ظهرت الحاجة إلى مركز يليق بها… يوثّقها، ويرويها، ويحتفظ بتفاصيلها. وهنا جاء مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة.

 

🔵 مركز بعبق الإرث المديني 

هذا المركز ليس مجرد مكتبة أو أرشيف. بل هو مشروع معرفي حيّ، يُنتج كتبًا، ويجمع وثائق، ويعرض صورًا نادرة، ويحوّل المدينة إلى قصة تُروى بلغة يفهمها الجميع.

هدفه بسيط وعميق في الوقت نفسه: أن يحفظ الذاكرة، وينقلها من جيل إلى آخر.

🔵 ما الذي أنجزه المركز حتى الآن؟

الكثير… ومن أهم إنجازاته:

موسوعة معالم المدينة المنورة: وثّقت أكثر من 1000 موقع.

كتاب “المدينة عبر العصور”: من الجاهلية إلى العصر الحديث.

المكتبة الرقمية: آلاف الوثائق، الصور، والمخطوطات.

دراسات علمية: حول الأنساب، الجغرافيا، والتحولات الاجتماعية.

كل هذا يُستخدم اليوم في الأبحاث، التعليم، وخطط تطوير المدينة، وما زال العمل مستمرًا لمدّ جسور جديدة بين طيبة وتاريخها، وبين الناس ومعرفتها.

 🔵”وقف الصور”… ذاكرة الناس بعدسة الناس

من أروع ما قدّمه المركز مبادرة “وقف الصور”، التي جمعت صورًا نادرة من أرشيف الناس أنفسهم.

تم عرض الصور في معرض بعنوان “أثر للصور الوقفية”، فتح أبوابًا جديدة لفهم المدينة من زوايا لم توثقها الكتب الرسمية.

إنها دعوة لأن يشارك الجميع في صناعة ذاكرة طيبة.

🔵 في الإعلام الرقمي… حضور بلغة اليوم

يدرك المركز أن الوصول للناس اليوم لا يكون فقط عبر الكتب، بل عبر هواتفهم.

ولهذا، ينشط في منصات مثل تويتر، إنستغرام، ويوتيوب، ويقدّم محتوى مرئيًا ومعرفيًا بسيطًا لكنه عميق.

من أبرز ما يقدمه:

سلسلة “طيبة في الذاكرة”

حلقات بودكاست مع مؤرخين وباحثين

منشورات تفاعلية توثق المعالم وتستعرض التحولات

🔵للجميع… وليس للنخبة فقط

على عكس ما قد يظنه البعض، المركز ليس مكانًا للنخبة أو المتخصصين فقط.

هو مفتوح للجميع: طلاب، زوّار، باحثون، أو حتى مجرد محبين للمدينة.

فيه يجد الزائر العلم، والحكاية، والتفاصيل التي لا تُنسى.

🔵 نحو المستقبل… وفق رؤية 2030

المركز يتماشى مع رؤية السعودية 2030، ويشارك في مشروعات وطنية كبرى، مثل:

توثيق تراث العلا

تطوير الهوية البصرية للمدينة المنورة

إنتاج محتوى مخصص للحجاج والزوار بلغات متعددة

🔵 ريادة تستلهم من التراث المدني

ما يميّز مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة ليس فقط ما يُنجزه، بل كيف يفكر ويُخطط.

فهو لا يعيد إنتاج الماضي لمجرد التأريخ، بل يستلهم من التراث المدني للمدينة قيم الريادة، والبناء، والانفتاح الحضاري الذي شكّل ملامحها منذ فجر الإسلام.

وقد نجح المركز في تحويل إرث المدينة إلى مصدر للإبداع المعرفي، ومحتوى ثقافي يمكن تطويره، وتقديمه للعالم بلغة حديثة وبأسلوب علمي رصين.

من خلال ذلك، يُقدّم المركز نموذجًا سعوديًا فريدًا في البحث والتوثيق، ينطلق من قلب المدينة ويصل صداه إلى كل من يهتم بالهوية والذاكرة والإنسان.

في زمن تتطور المعرفة وتطبيقاتها ، يقف مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة كأحد الشواهد المعرفية الحضارية السعودية أنه ليس مجرد مكان لجمع المعلومات، بل مشروع وطني يكتب تاريخ المدينة بلغة يفهمها الجميع.وتصل العالم 

وفي حب المدينة المنورة وساكنها عليه افضل الصلاه واتم التسليم لا تُقرأ فقط في كتب السيرة… بل يمكن أن تجدها في صورة قديمة، أو في خريطة، أو في قصة يرويها المركز بطريقة بسيطة ومُلهمة.

ساحل الحرف 

في المدينة، لا تمرّ اللحظة إلا وهي مُثقَلة بالسكينة، ومحمّلة برائحة الوحي… فهي قلب التاريخ النابض، ومركز الإشعاع الحضاري الممتد من النبوة إلى العالم.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

رأي المصداقية

1 يناير، 2021
رآي المصداقية

  كان حلما يراودنا منذ...

كتّاب المصداقية

23 أكتوبر، 2025
نصفك الأسود

ضيف الله نافع الحربي  ما...

15 أكتوبر، 2025
من جدة إلى كأس العالم

ضيف الله نافع الحربي  من...

9 أكتوبر، 2025
أخطر العقود “أنا وأنت معًا”

ضيف الله نافع الحربي  رابط...

2 أكتوبر، 2025
اقرأ لتكبر

ضيف الله نافع الحربي  لا...

أوراق أدبية