||
مطر آل عاطف
هكذا صاغها نجم هوليوود وبطل سلسلة افلام رامبو و روكي بالبوا النجم سلفستر ستالون في مقطع تيك توك جميل له حينما سأله احد المعجبين كيف نجحت و صرت إلى ما صرت إليه من نجم شباك تذاكر اول و أيقونة العصر للفنانين الشباب.
فصدرت عن بنات أفكاري مباشرة عبارة بتصرف قلت فيها “احم وقتك وعلاقاتك تحم مستقبلك” و ما أحوج أمتنا العربية لهذه العبارة و تفعيلها لسلوك بشري بين أفرادها زُرافاتًا و وِحدانا كم من السلوكيات الغير منطقية بين الرجال و النساء و المراهقين و المراهقات لا طائل منها ستصبح طي النسيان و لا فائدة مَرجوّة منها على سبيل المثال لا الحصر اجتماعات الكثير من نسوة الجيران المشهورات بجمعة “حريم العصرية” يتحدثون عن كل شي باستثناء ما يفيدهم في دينهم و دنياهم يتناقلون اخبار الاخريات من بنات الناس و كذلك عيال الناس من طلق و من تزوج و شفتو فلانه وش سوت ايش فعلت و تتطاير حسناتهم بكل يسر لانهم نساء و النساء يعشقون الأبعاد الخارجية و الممتلكات المادية كالذهب و خلافه لان الله عز و جل استودع فيهم هذا و جبلهم عليه ولا مانع عندي لكن هل سمعت بامرأه تتحدث بين النساء “حريم العصرية” عن المال او عن مشاريع او تربطها علاقة متينة بسيدة أعمال او امرأه ناجحة تأتي بها لاجتماعهم لكي تعلمهم كيف يبتعدوا عن التفكير العاطفي إلى العملي و الرأس مالي تكاد تكون شبه معدومة و ان جئت للشباب فلديهم العبارة المقيتة بين الشباب إذا كانوا مجتمعين مع احد منهم لديه سيارة فتسأله ما تفعلون يقول بالعامية “عالفرَّه” اي نلف حول الحي بالسيارة رافعين أصوات الشيلات بلا سبب و رائحة السجائر تفوح في الآفاق مؤذية كل من بجوارنا و حديثهم إذا اجتمعوا يكاد يقتصر على الكرة و الانتقالات الشتوية للاعبين وهو لن يدخل جيبه ريال من اي لاعب بل أمره لا يهم احد اصلا و جُلْ وقته و علاقاته مع شباب مباريات الحواري و لا جديد في حياته المهنية إن وجدت له واحدة.
وهذا يجرني عزيزي القارئ للحديث عن تكييف العلاقات في عصر السرعة الذي نعيشه أثناء قرآءتك لكلماتي المتواضعة فبعد ١٥ عاما في القطاع الخاص منتقلاً ما بين العمل المهني على خطوط الإنتاج إلى المكتبي و من ثم القطاع الخدمي و الجماهيري حاليا ولله الحمد لا أذكر انني مكثت عاطل بعد استقالتي من اي عمل لمدة تزيد عن شهر كحد أقصى بفضل الله اولا ثم السبب في هذا يعود لمعارفي في المنشآت الخاصة و كثرة تواصلي معهم و خدمتهم عند حاجتي و نيل خدماتهم عند احتياجي لهم و بطبيعة الحال يتخللها عمل إضافي ولو كان توصيل طلبات فلا عيب الا على القعدة في البيت و وضع رجل على رجل و براد شاي يجي و براد شاي يروح.
من خلال نظري لأي شاب سعودي معاصر تجاوز ٢٧ من عمره فينبغي عليه ان تصبح علاقاته مهنية بحته بمعنى عامودية لكي يعلو بالمناصب فلا مكان للعلاقات ذات الطابع الافقي الا مع الوالدين و إن علا و كذلك مع أفراد الأسرة النووية حصرا، ولا ينبغي أن يكون هذا لسواهم فالعمر الذي نعيشه كالبرق يمضي، بعدما كنت اظن ان الكوكب كله يراقب مطر لمعرفة ما الذي اصير إليه هل سأنجح ام افشل اكتشفت انه لم يكن يدري عني احد او كما قال الشاعر الشعبي العراقي خضير هادي رحمه الله “كل من ملتهي و حاضن جراحه” و الشاب و الشابة السعوديين على وجه الخصوص في عصرنا الذي تتحرك فيه القيادة الرشيدة لأجل جعل الدولة في مقدمة دول مجموعة العشرين الاقتصادية الكبرى و حاضنة لكأس العالم في المستقبل القريب ان شاء الله ينبغي لهم يفكروا بشكل رأس مالي مع سياسة العالم الذي يعيشون فيه و ان يصاحبوا من سيرفعهم للأعلى او على الاقل يعينهم على نوائب الدهر و ليس من يبسطهم و يزرع الضحكه على شفاههم؛ وانظر في قائمة معارفك كم طبيب متميز في مجاله تعرفه و كم متخصص علاقات عامة او مدير موارد بشرية لمنظمة من العيار الثقيل تعرف وهم ولله الحمد كثير في بلادنا المباركة… و الأهم من هذا كله كم تعرف تجار و رواد اعمال ناجحين تستفيد منهم او تبدأ مشروعك الخاص و اياهم لأنني من حزب التجارة لا الوظيفة و مؤمن ان كل إنسان تأخر في البدء بالتجارة و رَكَن للوظيفة فهو لن يجمع الكثير و لن تنجح في التجارة و غيرها من أعمال رواد المعالي الا بعد توفيق الله و من ثم علاقات ناجحة مع اشخاص نجحوا سلفا، “أما علاقاتك المتصلبة و المتصلة بمن لا ينفع و لا يدفع فلن تزيدك الا خبالا”.
يقول الفنان الكوميدي جيم كاري: التأثير الذي تحدثه على الآخرين هو العملة الأكثر قيمة على الإطلاق.
و كلام جيم واضح ولانه واضح فأنت لن تقدر/ي على صنع فارق الا اذا كنت قوي في المكانة و المعارف والمهارات الحياتية كذلك و هذا لا يتأتى لك الا بالخيارات الصحيحة مع من تجلس/ي و مِن مَن تأخذ العلم و الاستشارة باختصار هل علاقاتك مفيدة ام لا إذ لا ينفع ان تماشي الأشخاص الخطأ ولا ينفع ان تظل خامل بلا علاقات فتضيع بين إفراط و تفريط فالاشخاص بالنسبة لي في حياة كل إنسان كمنجم معادن تجد فيه الذهب و الرمل و الحجر العادي و الألماس و الفضة و الأحجار الكريمة و الفحم و النحاس وانت عليك الاختيار لنفسك و احترامها.
و من امتع ما قرأت للعلامة السعدي رحمه الله و هو رجل تربوي من الطراز الأول يقول :
“مجلسُ علمٍ تَجلسهُ خَيرٌ لكَ مِن الدُّنيا ومَا فيهَا،
وفائدةٌ تستفيدهَا وتَنتفعُ بهَا لاَ شيء يَزنهَا ويُساويهَا” .
[الفواكه الشهية في الخطب المنبرية ص١٧٩]
و كلام الشيخ رحمه الله واضح فهذا حث للتعرف على أحسن الناس المتواجدين حولك، اناس تفيدك و تنمي قدراتك ويا حي هلا لو تعرفت على ناس تعينك في الدنيا والآخرة و تنصحك في الله، افضل من التعرف على مجموعة للعب و الوناسة لا بد لشخصيات الشباب رجالا و نساء ان تكون جادة حين تخطي عتبة الخامسة والعشرون و الحد من الالتزامات المالية الغير مجدية مثل الاكسسوارات الخاصة بالسيارات و الجوالات و القروض لشراء سيارة فارهة لن تزيدنا قيمة و كذلك السفريات الغير مجدية بدون الخوض في تفاصيل كثيرة والبدء حقا بالادخار و دراسة جدوى و محاولة اكتشاف الذات و هي أسهل من ما نظن انظر لنفسك ما هو الشيء السهل الذي تمارسه ولا تشعر بمجهود او تعب أثناء القيام به على عكس الآخرين هذا هو ذاتك و مهارتك.
فمن الناس من هيأه الله ليكون بائع مكسرات متميز و منهم من رزقه الله الجسم الممتاز ليكون لاعب كرة قدم مخضرم و منهم من رُزِق صوت حسن ليكون إمام مسجد يخشع خلفه المصلين و آخر اعطاه الله الكاريزما ليكون معلم و قد يكون معلم يصلح لمرحلة دون أخرى فمعلم الصف الأول الابتدائي ليس كغيره من اقرانه فهو يتميز بالصبر و الأسلوب السهل و حسن التقرب للطالب الجديد و زرع الطمأنينة داخله، أما معلم المرحلة الثانوية فهو يمتاز بالحزم و الصدر الشمالي في آن واحد الذي يمكنه من مصاحبة الطلاب كأخيهم الاكبر؛ لكل نفس و طبع و مهنة ما يناسبها من السلوك المطلوب.
وهذه مهارات ذكاء عاطفي لن تُزرَع داخلك عزيزي القارئ/ة الا بعدما تحيط نفسك بالأشخاص المطلوبين و تقضي وقتك كما ينبغي أن يُقْضَى المهم ان تتحرك بالاتجاه الصحيح ولا تترك الأمور تجري على عواهنها ولك في الماء خير مثال فما يجري منه يصلح للشرب و الراكد لا يصلح للشرب و مصيره يصير مستنقع.
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020