||
سندس حسين
بعد مرور ستة أشهر على بدء عملي كمعلمة، اكتشفت الكثير من الحقائق التي لم تكن ظاهرة لي أبدًا. المعلمة ليست فقط شخصًا يقوم بنقل المعلومة للطلاب، بل وراء هذا الدور الكثير. هي أم حنون، وقلب رحيم، وطبيبة، وداعمة، ومرشدة. المعلمة تمتلك الكثير من الأدوار.
في كل يوم أعيش مواقف صغيرة تجعلني أكتشف جوانب جديدة عن وظيفتي،: “أبلة بمسك يدك وأنا أقول كلمتي بالإذاعة”، “أبلة أنا بس بركز عليك عشان ما أخاف”، “أبلة ممكن تروحي معي الحمام؟”، “أبلة شعري خرب شويه، ليه”، “أبلة ساعديني أفتح اللانش بوكس”، وغيرها من الطلبات اليومية التي جعلتني أتصرف كأم حنون سعيدة بتنفيذ جميع ما يطلبه أطفالها وليس كمعلمة فقط.
وفي مواقف أخرى، تكبر المسؤولية ويصبح التحدي أقوى، فأتحول إلى طبيبة تداوي: “أبلة جرحت إصبعي”، “أبلة بطني توجعني”، “أبلة سني طاح”، “أبلة بردانة”، “أبلة طحت”، وغيرها من الشكاوى التي أسمعها طوال اليوم. بلا كلل أو ضجر، أجدني أحاول أن أهتم أكثر وأفعل ما يجعل يومهم الدراسي يمر وهم محفوفون بالعناية والدعم النفسي والعاطفي.
وعندما يقول أحدهم: “لما أكبر يا أبلة بصير معلمة زيك”، أشعر أنني في المكان الصحيح وأن هذه القلوب الصغيرة البريئة تراني كقدوة، وأن الأثر الطيب الذي تركته في حياتهم سيساعدهم ويساعدني أيضًا.
أما عن اللحظات التي أحبها عندما يتزاحمون حولي ليحكوا لي عن إنجازاتهم وماذا فعلوا: “أبلة شوفي رسمتي”، “أبلة أنا سويت في البيت لعبة بصورها وأرسلها لك”، “أبلة أنا في الويكند سويت بالصلصال أشكال كثيرة وما جلست على الآيباد”، هذا الفرح العارم الذي يجتاح قلبي وهم يعبرون عن أنفسهم وإنجازاتهم الرائعة هو ما يجعلني أستمر في ما أفعله.
وقد أخبرتكم سابقًا إن دور المعلمة كبير جدًا، وأنا سعيدة أنني في سن صغير حصلت على هذه الفرصة، وأتمنى أن أستمر في العمل بقلب أم حنون وطبيبة رحيمة، وداعمة ومشجعة، وليس كمعلمة فقط.
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020
مقال ملهم و جميل جدًا 🤍
انتِ في مكانك الصحيح 🌸
لما قريت كلامك فكرت فيه كثير وصار حلمي اصير معلمة 😔