||

اغتيال نصر الله: زلزال يهز حزب الله ولبنان على مفترق طرق

30 سبتمبر، 2024

ناصر العمري ⁦‪@NasserNssn4‬⁩ 

في يوم الجمعة السابع والعشرين من سبتمبر 2024، شهدت المنطقة حدثاً غير مسبوق قلب الموازين وأشعل نيران التساؤلات حول مستقبل لبنان وحزب الله والمنطقة بأسرها. الجيش الإسرائيلي أعلن عن تنفيذ ضربة نوعية استهدفت قلب حزب الله في الضاحية الجنوبية، لتؤكد بعدها بساعات نبأ اغتيال الأمين العام حسن نصر الله ومعه عدد من كبار قيادات الحزب. هذه الضربة كانت ضمن سلسلة من العمليات العسكرية التي شنتها إسرائيل بهدف تفكيك قوة حزب الله وإضعاف هيكليته القيادية.

مع الإعلان عن مقتل نصر الله، دخلت المنطقة في مرحلة جديدة من التصعيد العسكري والسياسي. فراغ القيادة في حزب الله يثير أسئلة خطيرة حول مستقبل التنظيم وقدرته على الرد أو مواصلة عملياته العسكرية، في ظل هجمات إسرائيلية متواصلة تستهدف البنية التحتية للحزب.

**إسرائيل تغيّر قواعد اللعبة**

الهجمات الإسرائيلية الأخيرة جاءت ضمن سياسة جديدة تقضي بنقل المعركة إلى الجبهة اللبنانية، محاولة بذلك تحجيم قوة حزب الله وتهيئة الساحة لتصعيد أكبر. التحضيرات لهذا الهجوم بدأت بعد عملية “طفان الأقصى”، التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية، مما دفع إسرائيل إلى نشر ثلاث فرق عسكرية على الحدود الشمالية وإجلاء عشرات الآلاف من الإسرائيليين تحسباً لتصعيد محتمل مع حزب الله.

الهجمات الأخيرة تُظهر تحولاً في الاستراتيجية الإسرائيلية التي لم تكتفِ بعد باغتيال نصر الله، بل أكدت أن حزب الله لا يزال يمثل تهديداً وجودياً كبيراً لها، مع استمرار امتلاكه لترسانة صاروخية ضخمة، تجاوزت 150 ألف صاروخ، قادرة على الوصول إلى عمق الأراضي الإسرائيلية.

**لبنان على حافة الهاوية**

في ظل هذه التطورات، يبدو أن لبنان يواجه خيارات صعبة. التصعيد الإسرائيلي يهدد بجر البلاد إلى حرب جديدة قد تكون أكثر دموية وتعقيداً من الحروب السابقة. السيناريوهات المطروحة تتراوح بين مناورة برية في جنوب لبنان تستهدف تدمير منصات الصواريخ ومواقع قوة “الرضوان”، أو تنفيذ عملية أوسع تستهدف العاصمة بيروت، ما يفتح الباب أمام مواجهة شاملة قد تشمل أيضاً إيران، الداعم الأكبر لحزب الله.

الضغط الدولي قد ينجح في كبح جماح هذا التصعيد، ولكن الواقع السياسي والعسكري في المنطقة يشير إلى أن الأمور تتجه نحو مرحلة جديدة من الصراع. السؤال الكبير الذي يطرح نفسه الآن هو: هل ستتمكن الأطراف الإقليمية والدولية من تجنب الانزلاق إلى حرب طويلة الأمد، أم أن المنطقة بأسرها ستغرق في دوامة جديدة من العنف وعدم الاستقرار؟

**المحور الإيراني في مواجهة التحديات**

إيران التي تعتبر حليف حزب الله الأول، تجد نفسها الآن في موقف حرج بعد اغتيال نصر الله. التهديدات الإسرائيلية المتزايدة بتفكيك محور المقاومة قد تدفع طهران إلى اتخاذ خطوات جذرية للدفاع عن حلفائها في لبنان وسوريا والعراق. في المقابل، فإن إسرائيل ترى أن الفرصة سانحة الآن لتوجيه ضربة قاضية لهذا المحور، وقد لا تكتفي بضرب حزب الله بل تسعى أيضاً إلى تدمير البنية التحتية لمشروع إيران النووي، ما يضع المنطقة برمتها على حافة مواجهة شاملة.

**فما الذي ينتظر لبنان؟**

في خضم هذه الأحداث، يقف الشعب اللبناني أمام مستقبل غامض. البلاد التي تعاني من أزمة اقتصادية وسياسية خانقة قد تجد نفسها الآن في قلب صراع إقليمي واسع. حزب الله، الذي شكل لعقود جزءاً من المعادلة السياسية والعسكرية في لبنان، يواجه الآن تحدياً وجودياً. هل سيستطيع الحزب الصمود في مواجهة هذا التصعيد غير المسبوق؟ وهل سيتمكن لبنان من تجنب الغرق في حرب جديدة؟

الأسابيع المقبلة قد تحمل الإجابات، ولكن ما هو مؤكد أن المنطقة بأسرها على شفا مرحلة جديدة من التحولات، حيث قد تشهد خرائط النفوذ والتوازنات الإقليمية تغييرات جذرية قد تعيد تشكيل وجه الشرق الأوسط بالكامل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

رأي المصداقية

1 يناير، 2021
رآي المصداقية

  كان حلما يراودنا منذ...

كتّاب المصداقية

23 أكتوبر، 2025
نصفك الأسود

ضيف الله نافع الحربي  ما...

15 أكتوبر، 2025
من جدة إلى كأس العالم

ضيف الله نافع الحربي  من...

9 أكتوبر، 2025
أخطر العقود “أنا وأنت معًا”

ضيف الله نافع الحربي  رابط...

2 أكتوبر، 2025
اقرأ لتكبر

ضيف الله نافع الحربي  لا...

أوراق أدبية