||
أشواق شتيوي
@ASHWAG_SHETEWI
في قلب واقعٍ صاخبٍ يعج بالفوضى، تندفع أصوات الغربان لتشقّ الأفق بصرخاتها النابية، مجسدةً كل ما هو مرهق وسلبي للروح البشرية.
وسط هذا الضجيج المستمر، يسعى الإنسان جاهدًا للعثور على لحظات من السكينة والهدوء، تلك اللحظات التي تشبه الأحلام الضائعة في محيطٍ مضطرب من الفوضى.
في هذا المحيط المليء بالتحديات، تظهر دعوة غامضة موجهة إلى الأرواح النقية، تلك الأرواح التي تغني بصوتٍ عذب وساحر، توقظ العقول النائمة من سباتها وتعيد لها اتصالها بجوهر الإنسانية المفقود.
ليست الأرواح النقية كائنات خيالية وحسب، بل هي تجسيد للقيم الرفيعة التي تضيء دروب حياتنا: الأمل، والحب، والصدق، والجمال. هذه القيم هي جوهر الإنسانية الذي نفتقده وسط ضجيج الحياة العصرية.
عندما نصغي لتلك التغريدات الأخاذة، نكتشف أننا قادرون على بلوغ حالة من السلام الداخلي والطمأنينة النفسية، بعيدًا عن صخب الحياة اليومية. الغربان ليست سوى رمز للضغوط التي تثقل كاهلنا: الاجتماعية، والمهنية، والاقتصادية والنفسية.
أصواتها المزعجة تدفعنا لننسى جوهرنا الأصيل وتغرقنا في محيطٍ من الإجهاد المتواصل.
ومع ذلك، عندما نسمح للأرواح النقية بأن تلامس قلوبنا، نبدأ في رؤية الحياة من منظور جديد. نتعلم كيف نقدر اللحظات البسيطة، ونجد القوة في أعماقنا لمواجهة التحديات بروحٍ متفائلة. إن الأرواح النقية ليست بعيدةً عنا، بل هي جزءٌ لا يتجزأ من كل واحدٍ منا، تنتظر اللحظة المناسبة لتظهر.
عندما نفتح قلوبنا لسماع أنغامها، نجد أنفسنا نحلق في عالمٍ من السلام الداخلي، بعيدًا عن ضجيج الغربان.
لنجعل تلك التغريدات الخفية دليلًا يرشدنا نحو حياةٍ مفعمة بالهدوء والجمال، حياةٍ تسكنها الأرواح النقية التي تقودنا نحو الأمل والبدايات المتجددة.
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020