||
مطر آل عاطف
العمل الإنتاجي المثمر يحتاج لجهود مثمرة حقيقية وتحضيرات مسبقة وتنسيق على مدار الساعة ، وفريق عمل أقل ما يقال عنه مميز والرأي فيه متاح للجميع لكي يُقَدَّم للناس كرسالة ذات محتوى متين بغرض التبيان أو الحث على العمل به.
نحن في عصر العمل الجماعي للصعود على سلم النجاح فزمن عنتر بن شداد وروبن هود و الابطال الأفراد ذهب بلا عودة ، إلا في الحماقة أو حاشاكم الانحطاط الأخلاقي على أي وسيلة نقل مرئية ولنأخذ التيك توك على سبيل المثال لا الحصر ؛ بإمكان أي شاب أن يتحامق ويتصدر و هو ليس صاحب رسالة و (حفظ الله نسائنا ونساء المسلمين) بإمكان فتاة جميلة تبحث عن الشهرة بأي شكل أن تظهر فيه ولو بصورة مُنْحَلَّة إذا أرادت ذلك و هذا لا يعنيني في شيء كله عادي إلى الآن ، لكن المصيبة و البلوى إذا وجدت من يصفق ويعلق ويبارك لمجرد ظهورها على الكاميرا الأمامية لجوالها تتحدث عن حياتها الشخصية واليومية و تصور طعامها وتستعرض جسدها وفي حقيقة الأمر لا يوجد شيء لديها هي تعيش كما نعيش ولكن بالتوثيق الفوتوغرافي والصور فقط … لا شيء هناك يستحق الذكر ولكن قبول المتابعين لهذا والإعجابات جعل وكأنه يبدو أن هناك شيء وهو في جوهره لا شيء فصار انتاج لا شيء من المشهور/ة إلى المتابع وقبول المتابع لهذا الهراء الخاوي الأجوف على أنه تبصِرة و الاعجاب و المشاركة والتعليق عليه فصار اللاشيء وكأنه دائرة مطاطية لا تنتهي بلا فائدة تذكر من المشاهير الرجال الذي يصور نفسه وهو يضحك وينكت فيحصد ملايين ومن المشهورات النساء من تصور بيتها وعائلتها وكأنها الوحيدة التي يحبها ابوها و الرابحة هي التي تصور ملابسها ورحلاتها و تبين بأي قدر هي مصفوقة عقل و راغبة بجذب الإنتباه ولو بقلة الحياء و غياب الادب.
ونتساءل لماذا سبقنا الغرب في صنعة الإعلام و الإعلان و الإنتاج السينمائي وحصدت أعماله الإنتاجية ملايين الدولارات فتجد أن ثقافتهم منتشرة حتى لدينا وأعطيك مثال بسيط ؛ كل الناس يشترون ادوات مدرسة وقرطاسية لأبنائهم انظر الشنط والمقلميات بل حتى أحياناً اقلام الرصاص ستجد أنها تحتوي على صور ابطال خارقين مثل الرجل العنكبوت سبايدر مان و الرجل الخارق سوبر مان والرجل الوطواط باتمان أو حتى لاعبين رياضيين معروفين ، وهذا لأن الغرب يهتم بترسيخ الثقافة والفنون فكل شيء محسوب بالقلم و المسطرة وعليه فأنه يحصد الأرباح من أموال المشترين ولتتضح الصورة سوبر مان الرجل الخارق لقد تم ابتكار شخصيته إبان المعارك الطاحنة في القرن المنصرم ما بين دول الاتحاد السوفيتي سابقا و المحور الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وتم اختيار ملابسه بعناية لتتطابق مع ألوان العلم الامريكي بسبب الذعر الشعبي الأمريكي من غول السوفيت والكتلة الشرقية عموماً لكي يزرعوا الامان و الهمة والنشاط في شخصية الفرد والأسرة والمجتمع المدني الأمريكي فهو انتاج لأجل قضية مهمة اشغلت صناع القرار في واشنطن ، إذاً هم أصحاب صنعه وأصحاب هم وشغل شاغل لأجل سلامة ديارهم من اي غزو فكري أو عسكري …مع العلم انهم هم الآن من يحركون الإعلام القذر المستميت على نشر الرذيلة والشذوذ الجنسي و استسهال تغيير الجنس الذي خلقنا الله عليه إلى الجنس الآخر و هذه قضية أخرى لعلي اسرد قصتها في منشور آخر إن شاء الله.
الباعث على هذه الكُليمات المتواضعة وعنوان المقال على وجه التحديد هو قرآءة تغريدة لاخي الذي لم تلده امي الاستاذ عبد الحكيم العنزي كان يرد على تغريدة الاستاذ بدر صفوق وقد أبدى الأخير امتعاضه من مشاهير السناب والتيك توك بخصوص مشاهير الفلس وافسادهم للذائقة العامة للمجتمعات العربية وهنا اقتبس رد عبد الحكيم ( قال تعالى {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا} [النساء : 5] فكيف تعطي السفيه فكرك ووقتك وتتابع سفاهته يجب على الدول تحجيم هؤلاء ولا يخرج لنا إلا صاحب محتوى مفيد).
فقلت في نفسي نعم لقد صدق الرجل الحكيم عبد الحكيم العنزي في استنباطه نحن أمام صناعة سفاهة وصفاقة عقول والخطير في الأمر أنهم يلقون متابعات مجنونة ويحصدون أموال طائلة فنحن بصدد صناعة لا شيء سيتحول إلى لا نتيجة لكسب أموال على أنها شيء سمين ذو معنى يخدم مصلحة الناس و والوطن ورسالة لابد أن تصل ، احمق يصور نفسه ليضحك ويقول كلام تافه بين مجموعة من التافهين و حمقاء تصور نفسها واهلها وتفتعل حوار يدور بينها وبين والدها وهي تتدلل وتتغنج وكأنها الوحيدة بنت ابوها فقط لكي ينشرون ولا يستفيد الناس شيء ولا هم عاشوا خصوصيتهم، و آخرين يصورون طعام احتفالهم ولا ادري من الذي اخطرهم أن الناس لا تعرف الاكل والحلويات ثم ما هي الفائدة من لفت انتباه الناس بهذا الشكل وهكذا دواليك لم تعد فرحتهم خاصة واسرية ! مشهور أو مشهورة يتصدرون لاشهر ويختفون فجأة و يأتي من بعدهم مشاهير لكن القيمة صفر والقوة الشرائية لعملهم = محض سفاهه وتصابي صِرف ؛ وهذا كله إذا لم نمنع الناشئة و الفتيان من مشاهدته سندفع الثمن باهظاً مستقبلاً سينشأ جيل أخرق لا يعرف كوعه من بوعه لأن الإعلام خطير ويعلِّم لم يعد الحال كما مضى في العُصُرِ الخالية الصاحب ساحب بل تطبيقات الهاتف المحمول هي الساحبة والمؤثرة مع الاسف لكل ما هو سَفَه وقلة حياء وانسلاخ من القيم لأن الاعجابات على انستغرام بمثابة تصفيق وتحية فهي اشهى من اي شيء في عين صانع المحتوى و بالمثل لسناب شات وغيرها فلم يعد شيء يصدر ثقافتنا إلا مهرجان الجنادرية .
صار وزن الشخص يُعتبر بعدد المتابعين له في أي منصة أو تطبيق ، ثم يليها حجم دوي تأثيره/ها
وهنا تكمن الخطورة صناعة لا شيء يستحق المتابعه من مشاهير ليسوا أصحاب رسالة ولا هدف إلى متلقي متلهف يقبل بهذا ويزيد عدد المشاهدات والحسّابة بتحسب.
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020