||
جمعة الفارس
قد مرّ علي في الأيام الماضيه عِبارة أفرِغ كوبِك وهي في مُجمَلِها تحمل معاني بليغه ذكرتها الأستاذه خلود الغفري في أحد مقالاتِها الرائعه .
كان من ضمن معانيها التنازل عن اعتقادات مُقيده من مخاوف وأوهام وأن تُفرِغ عقلِك من أحكام الآخرين على أمر ما .
بمالايتعارض مع مبادئِك وثوابِتُكَ الدينيه.
ومن وجهة نظر أخرى كان لابد من ذِكر تجربتي
بِشكل مُختلف في مِلأُ كوبي ومزاحمة محتواه
لِكُل مايعود بالنفع علي في ديني ودنياي.
فَنحنُ نَتعجبُ من سرعة تعلّم الصِغار وفصاحةُ نُطقِهم عند تعلم لغة جديده ،وحِبكة تقليدهم لأفعالنا.
هلا تبَصرنا لبرهة على أنفُسنا ومُحيطنا مِن الكبار لَرأينا العجب ،
في التقليد والتأثّربكل مايعرض عليهم من الصالح والطالح .
والعجيب أنهم يُنْكِرون ذلك بِقولِهم :
أنا لا أتأثر بِأحد أنا فقط أتابع للتسليه!!
نعم أنت تتابع للتسليه ودِماغك فارغ من الأمور الأهم والعظيمه .
فَمن السهلّ مِلءُ كوبِك الفارغ ،فكُل مايمر عليك له الحق بِملئه لأنه وجَدَ مُتسع لِذلك .
كَعقل الطفل الصغير الصافي كما الصفحة البيضاء من السهل مِلئها بأي شيء.
لعلَّ ذلك أهم سبب جعلَ الأغلب يُقلد ويتأثر بِمن لاقيمة لهم .
وأعنيّ بكوبِه؛عقلُه بالعلوم المفيده وروحَهُ بِقربِه مِن الله تعالى وجسده بالرياضه .
ولاشك أن تعزيز العلاقات الإجتماعيه مُهِم أيضاً.
هُنا لامكان للفارغين بحياته ليملأوا كأسه بِماشاؤو وكيفما يشائون.
لعل هذا تنبيه أيضاً للوالدين بالحرص بِملىء أبنائهم بِكُل مايعود عليهم بالنفع .
لَعلّ ماذَكرتُه كان مَنشَئه تَقبُّلي ماقد يَمُرّ في طريق أبنائي،فإني لاأَقدِرّ السيطره على مايدخل عُقولِهم ولاحتى مايشاهدونه في كُل مكان .
فرَكزُت على دائرة سيطرتي وتأثيري عليهم بِملىء عقولِهم حتى لايبقى للسيء مكان ،وأوقاتِهم حتى لايبقى للفراغ القاتل تأثير .
فهلّ بدأنا من الآن بإنْفُسِنا وبمن نَعول
أن لانسمح لأحد أن يملأَ كوبِنا بِما يُريد وكيفما يريد .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020