||
ضيف الله نافع الحربي
ما حظيت به زيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من اهتمام دولي على المستوى السياسي والإعلامي أمر غير مستغرب. وما سنخرج به من هذه الزيارة من نتائج واتفاقيات اقتصادية وعسكرية واستراتيجية قليلٌ ما يتحقق في مثل هذه المناسبات التي تتشارك خلالها الدول تبادل المصالح وتعزيز التواصل مع بعضها البعض. وللبحث في أسباب هذا الاهتمام بالزيارة، نجد الإجابة في حقيقتين يُدركهما الساسة على مستوى العالم ويرقبون نتائجهما التي ستتجاوز المصالح الخاصة للسعودية والولايات المتحدة الأمريكية لتشمل الكثير من دول الشرق الأوسط، ولها تأثيرها المباشر أيضًا على الاقتصاد الدولي. فالولايات المتحدة قوة اقتصادية وعسكرية عظمى تحتل المرتبة الأولى بفارق كبير عن الدولة التي تليها في تصنيف القوى، والمملكة العربية السعودية قوة اقتصادية مؤثرة في الخارطة الاقتصادية، ولها تأثير سياسي في المنطقة والعالم، ومصدر ثقة لكافة دوله وصمام الأمان لطاقته. وهذا ما جعل للزيارة بُعدًا آخر لا سيما بوجود القيادة الأمريكية الناضجة المؤثرة التي تسعى لاستقرار الشرق الأوسط بدعم سعودي مؤثر.
وصل الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة ولديه استراتيجية واضحة؛ يعرف جيدًا ما الذي يريد، وسيعود – بإذن الله – وقد أسس لشراكات إضافية نوعية تساهم في نجاح رؤية المملكة وتطوير وتوطين الصناعات، ومنها ما ستنفقه المملكة على رقائق أشباه الموصلات ويفوق (١٥٠ مليار ريال)، وهذا دليل على فكر استثماري وصناعات غير تقليدية تتعلق بالتقنية. وستكون الولايات المتحدة أحد الشركاء في هذا المجال ومجالات الذكاء الاصطناعي الذي تعتبره المملكة هدفًا من أهدافها حتى تحقق الريادة. وعلى الصعيد العسكري ستكون اتفاقات الدفاع الاستراتيجي خطوة نوعية تساهم في التنمية من خلال استقطاب الأموال للاستثمار في بلادنا بأمان. أيام معدودة سيقضيها قائد الرؤية وعرابُها في الدولة الأولى عالميًا، لكنها ستحمل لوطننا وشعبنا الخير الكثير بإذن الله.
نقطة ختام:
السعودية دولة أدركت إمكاناتها واحتلت مكانتها المناسبة .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020