||
ضيف الله نافع الحربي
سيأتي من يخبرك أنه في يومٍ من الأيام ستجد نفسك على مشارف الخريف، وسيرحل الكثير من أصدقائك وأحبابك، وستندم على عمرك الذي مضى بسرعة البرق وكأن الأعوام ثوانٍ معدودة! وسيخبرك أيضًا أن الحياة متعبة شاقة، وعليك أن تستعد لتلك المرحلة المُفجعة التي تنتظرك لا محالة! ثم يختم لك بأنك لن ترتاح إلا في قبرك، فاعلم حينها أنك أمام عدوٍ لسعادتك، عدوٍ للأمل والجمال والفطرة، عدوٍ للاستمتاع بكل مراحل العمر ذات التضاريس المتباينة بطبيعتها، معولُ هدمٍ وتدميرٍ لكل طموحك وأحلامك وصلابتك التي بنيتها بوعيٍ طيلة حياتك الماضية، عندها أخبره دون ترددٍ أنه شخص سلبي وأن وجوده غير مرغوبٍ به، وأن لديك الكثير من المهام التي تنتظر إنجازها والأحلام التي تتهيأ لتحقيقها، وإن كان عمرك تجاوز المئة عام، ولعل أهم المهام التي ستنجزها أن تُخرس الأصوات السلبية ومنها دُعاة الاِنطفاء.
ومن أجمل ما في الحياة أنها سلة مفاجآت، كل يومٍ من أيامها صندوقٌ مغلقٌ لن تفتحه إلا حين تصل إليه، وخلال سعيك بين تلك الأيام المغلقة بإحكام تمتلئ بالأمل أن غدًا أجمل ويحمل مفاجأة جميلة تليق بما انتظرت، وإن كان ما انتظرت بخلاف ما توقعت، تعايش وتجاوز وفكّر في مفاجأة الغد التالي، وسيأتي يومٌ من بين تلك الأيام يحمل لك ما يوازي كل أملٍ ذبل وخاب ورضيت به وتجاوزت عثرته بروحٍ مشبعةٍ بالحياة.
يؤسفني كثيرًا حين أسمع أصواتَ دُعاة الاِنطفاء وهم يمارسون تلطيخ جدران الحياة الناصعة بكلمات الرماد والسواد التي تُلقي بظلامها وظلالها في وسط النهار، والأشد أسفًا حين يستسلم لها من افتقد طاقة الأمل وشغف الحياة وثقافةَ صناعة اللحظات الأنيقة، وهذا سبب ما تراه من انطفاء السعادة في حياة من يخشون إدارة ظهورهم لأعداء الانطلاق.
همسة:
لا تنطفئ، فالحياة تمتلئ بالمفاجآت المُبهجة التي تنتظرك .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020