||
مضيفة الجحدلي
حين أمسكت بقلمي، تبعثرت أبجديتي، وتطايرت أفكاري في كل اتجاه، واعتصم بوحي، وتسلل الضجر إلى أعماقي، وانكسر ساق صبري، لكن صبري لم يستسلم، فمازال يربت على مشاعري، ويدني مني كأسه لينسيني مرارة الحياة، وغياب الشعور لدى بعض البشر، وتسلط السكوت عن الحق..
وكعادته أخذ يسرد على مسامعي تلك الأسطوانة التي لا تخلو من المواساة، فتارةً انصت لها، وتارةً أخرى أتجاهلها بمحض إرادتي، فأنا بشرٌ ويعتريني من السأم والملل ماهو بقادرٍ على إزاحة عقلي من جمجمة رأسي..
مرت ساعةٌ واثنتان وأنا على تلك الحال، حتى سقط قلمي من يدي، وقررت عيناي أن تغمض جفنيها، وما إن فعلت حتى باغتتني أفكارٌ مشاغبة، فسلبت مني وسني وغادرت مسرعةً وتركتني فارغة الحصيل، وقلمي بجواري يتذمر من طول الهجر، ويخشى من جفاف الحبر!..
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020