||
بشاير الحربي
في ذكرى اليوم التأسيسي للمملكة العربية السعودية نجدد حدثًا وقع في الذاكرة له قيمة تاريخية لا تُنسى، ولا ينضب مَعِينُها، ولا زالت ولن تزال آثارها وسلسلة تساميها وتناميها وخطى رقيها ورفعتها شاهدةً وماثلةً وخالدةً، بل وسائدةً وقائدةً.
فالمملكة العربية السعودية -بما حباها الله من مرجعية دينية وسياسية، وسيادة دولية أُممية، وقيادة وريادة عالمية- تعدُّ مضرب المثل، وحاضنة الجميع، ومأمن الكافة، وموئل الناس وفق المشتركات الإنسانية، والقيم والمبادئ الرفيعة التي تدعو إليها الديانات جميعًا.
وإن في إحياء ذكريات أحداث التأسيس الأولى إحياءٌ لجذوة الضمائر، وإيقاظٌ للهمم، واسترجاعٌ للبدايات المحرقة التي آلت وتألقت بوجهٍ مشرق، ومنظرٍ يتباهى به الشعب السعودي عزًَا وفخرًا وسؤددًا، ولأن التاريخ له قيمته وأهميته؛ إذ لا بد من زرع تلك الأهمية في أبناء الجيل كبارً وصغارًا وفق ابتهاج واحتفال موازٍ للحدث الذي ضُمت به الكلمة، ورُفعت فيه الراية موحدة لله عزوجل، وسُدِّدت فيه المرئيات، وعلى إثر ذلك؛ تماشت وسارت الأحداث بحكمة ورعاية واعية يُحتذى بها، ويُقتدى بها من قادة هذه البلاد المباركة.
يوم التأسيس أصل الجذور التي نشأت منها المملكة العربية السعودية، فقد كان الامام محمد بن سعود -رحمه الله تعالى- هو الذي أقام لبنة هذه الدولة الأولى بتوفيق من الله، والتي تعتبر اللبنة الأساسية للمملكة العربية السعودية، والتي تدرَّج في حكمها أبناء المؤسس الكرام لتشييدها ورفع رايتها بكلمة واحدة ويد واحدة ترفع الحق وتنصر القيم العادلة، وتعزِّز لقيم الوسطية والاعتدال، وترسِّخ للحوار الحضاري، والتعايش الإنساني بين البشر كافَّةً.
حُقَّ لنا جميعًا أن نفتخر بهذا الحدث التاريخي، ونحتفل بهذا اليوم الأغر الذي أقرَّه ملكنا المسدَّد سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله-؛ حيث أصدر قرارًا ينص على جعل يوم الثاني والعشرين من فبراير من كل سنة ميلادية ذكرى رسمية للاحتفال بتأسيس الدولة السعودية داخل شبه الجزيرة العربية، واشتمل هذا القرار على جعل هذا اليوم عطلة رسمية في جميع المؤسسات والقطاعات السعودية الحكومية والخاصة، ويكون بذلك أوّل احتفاء بـ«يوم التأسيس»، في يوم الثلاثاء، الموافق للواحد والعشرين من شهر رجب من عام ألفٍ وأربعمئة وثلاثةٍ وأربعين للهجرة النبوية -على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى السلام-، والذي يوافق الثاني والعشرين من شهر فبراير من عام ألفين واثنين وعشرين بالعام الميلادي.
وإن مما يستوجبه الاحتفاء والاحتفال بيوم التأسيس؛ إعادة الإشارة أن لهذا القرار أبعاده الحسنة التي يتوجّب علينا أن نقف عندها مليًّا، ونستذكرها برويّة، ونستنطق الذكرى بأحداثه الأولى وفاءً بالذكرى للآباء المؤسّسين، الذين بذلوا الكثير من الجهود من أجل وحدة هذه البلاد، وهو ما أشار إليه القرار الملكي الكريم فيما يتصل بارتباط مواطني هذا البلد المبارك الوثيق بقادتهم «منذ عهد الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون، وبداية تأسيسه في منتصف عام 1139هـ (1727م) للدولة السعودية الأولى التي استمرت إلى عام 1233هـ (1818م)، وعاصمتها الدرعية، وما أرسته من الوحدة والأمن في الجزيرة العربية، بعد قرون من التشتت والفرقة وعدم الاستقرار، وصمودها أمام محاولات القضاء عليها، إذ لم يمضِ سوى سبع سنوات على انتهائها حتى تمكن الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود عام 1240هـ (1824م) من استعادتها وتأسيس الدولة السعودية الثانية التي استمرت إلى عام 1309هـ (1891م)؛ وبعد انتهائها بعشر سنوات، قيّض الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود عام 1319هـ (1902م) ليؤسس الدولة السعودية الثالثة ويوحدها باسم المملكة العربية السعودية، وسار أبناؤه الملوك من بعده على نهجه في تعزيز بناء هذه الدولة ووحدتها».
وفي هذه الإشارة الكريمة، واللفتة الصادرة من معاني الوفاء، وقيم الولاء والانتماء ما يوثق العلاقة المتينة والوطيدة المتجلّية في ربط الأجيال بعضها ببعض، وهذا القرار الملكي الكريم مما يُشحذ الهمم، ويشحن الشباب بطاقة إيجابية معطاءةٍ تتجدد، ونُبُل ومُثُلٍ إنسانية تتدفق؛ لينجزوا فروض النهضة والتقدم في ظلّ “رؤية المملكة 2030 ” التي تمثل منعطفًًا جديدًا، ونقطةً هامةً، وطموحًا متَّقِدًا في حاضر وطننا ومستقبله.
وبهذه المناسبة السامية والمتألقة؛ أرفع أسمى التبريكات لقيادتنا الرشيدة، وللشعب السعودي بهذه الذكرى الغالية على قلوبنا جميعًا، وكل عام والوطن في المقدمة، ونحو المعالي والمراقي، وإلى المزيد من التقدم والنماء في ظل قيادته الأمينة، ورؤيته البديعة، وبكل ما بدينا لنا رؤية واضحة شامخة عليها ماضون، ووفق رؤى القيادة الحكيمة سائرون، ولرؤوسنا ورؤوس آباءنا ومجدنا رافعون..
ودام عزك يا وطننا، وكلك على الدوام عز وفخر وابتهاج، ورقي وتقدم وانتصار .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020
حقا..👌💫
في إحياء ذكريات أحداث التأسيس الأولى إحياءٌ لجذوة الضمائر، وإيقاظٌ للهمم، واسترجاعٌ للبدايات المحرقة التي آلت وتألقت بوجهٍ مشرق، ومنظرٍ يتباهى به الشعب السعودي عزًَا وفخرًا وسؤددًا..
ما شاء الله تبارك الرحمن 🙏
بورك القلم، وتألق الفكر، وللمعالي والمراقي دومًا🍃💫
سلم من قرأ، وشكراً جزيلاً على هذا التعقيب منكم المليء حفاوة وهذا عادة عطركم الباهي من الكلمات الرنانة🌹🙏🏻
سلمت اناملك وفكرك وقلمك ع ماكتبه قلمك ي بشائر وادام الله المملكة العربية السعودية حكومة ودينا ووطنا وشعباً .. 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹