||
أشواق شتيوي
@ASHWAG_SHETEWI
في أعماق الغابة، حيث تلتقي حدود الوجود بالعدم،
يبرز الفهد الأسود في مشهد مهيب، ممتزجًا مع خلفية دافئة تعكس التباين بين الاستمرار والزوال.
يتجلى الفهد ككائن محاط بتناقضات قوية؛ وجهه يظهر جزئيًا،
وجسده يبدو كسراب يتلاشى تدريجياً في ضباب الليل الكثيف.
عينه، التي تتألق كسر عميق، تراقب بهدوء من بين الحجب، وكأنها تخترق كل ما هو ظاهر لتكشف عن أعماق الروح.
الخلفية التي ينبثق منها الفهد تحمل إشارات إلى دفء الضوء والنضوج، مما يعزز قوته وغموضه.
تتدفق من جسده تدرجات البنفسج، مشكلة نسيجًا من الأسرار ينحدر برفق إلى ما لا نهاية، مما يزيد من التباين بينه وبين البيئة المحيطة.
بينما يسير الفهد، يترك كفه أثراً على الأرض، رمزًا للقدرة على التأثير والنتائج الملموسة لأفعاله.
الخط الأحمر الممتد من كفّه يروي قصة التحديات والعواطف التي تصاحب كل خطوة، مشيرًا إلى الثمن المدفوع والألم المرتبط بكل تغيير.
أثر القدم على الأرض يعكس الإحساس بالمسؤولية والتأثير الذي يترتب على كل حركة.
بوقار وسكون، يجسد الفهد قوة هائلة تتوارى خلف سمو أخلاقي عميق.
يدرك الفهد قدرته على إلحاق الأذى، لكنه يمتنع عن ذلك بفضل القيم العليا التي تمنعه من استخدام قوته الغريزية.
اختار أن يتجاوز الغريزة البسيطة ويتجه نحو سلوك أرقى، حيث تكمن القوة الحقيقية في التحكم بالنفس والتصرف بحكمة.
وكما يعكس الفهد الأسود صراعه الداخلي، تظهر أفعاله كجراحٍ خفية تعكس التباين بين القوة والهدوء، وتبرز الصراع بين الألم والسمو.
هذا التناقض، الذي ينبعث من الصراع بين القوة والمبادئ، يظل اختبارًا لقوة الفهد الروحية.
في لحظات الصراع الداخلي، عندما يبدو الفهد غامضًا وغير مكتمل، يعيش صراعًا مريرًا بين الرغبة في الانتقام وقدرة ضبط النفس.
يتجلى ذلك في انسحابه إلى عزلته، حفاظًا على طبيعته الأصيلة، وعدم التحول إلى كائن يتعارض مع ذاته.
كما ينحسر الفهد في ظلاله، يحتفظ بألم ومعارك غير مرئية، محافظًا على هدوء ظاهري بينما يتحرك داخليًا بين الغضب والسلام.
الأثر الذي يتركه الفهد والخط الأحمر الممتد منه يُبرز أهمية الصراع الداخلي والتأثير الذي يحدثه كل خيار يتم اتخاذه.
في هذا التردد والتناقض، يظهر الفهد المعنى بين القدرة على التحمل، والحكمة في الصمت، والصبر على الألم، حتى وإن بدا غامضًا أو بعيدًا عن الفهم.
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020