||
ضيف الله نافع الحربي
في كافة مجالات الحياة ،أو على مستوى الاهتمامات الخاصة ، حين تتولد علاقة الإعجاب بينك وبين ما تقوم به ، لا تلبث طويلًا تلك العلاقة حتى تتحول إلى حب ، ومن أحب ما يقوم به أبدع وأظهر من خلاله قدرات خارقة ما تلبث أن تتحول إلى مرحلةالشغف الذي يتسلل من خلاله الإنجذاب المُذهل الذي يقوده لاكتشاف ما وراء المعرفة في هذا المجال أوذاك ، و يطرق أبوابًا لم يطرقها من قبله أحد مع بداية رحلة الابتكار وصناعة الهوية المهنية أو الفكرية التي يتميز و يُعرف بها ، مدشنًا رحلته مع الشغف بدافعية الحُب ورغبة الوصول إلى لذة ما بعد ( التعب ) وكأنه يُعيد تدوير المحطات المُنهِكة والعثرات والتحديات والصعوبات إلى طاقة عطاء ، وجُرعات مُلهمة تعزز الإبداع وتجعل منه نقطة تحول في مسيرة الشغف .
وكم صادفنا من أشخاص شغوفين مُحبين لما يؤدون من مهام ، وشاهدنا تفوقهم وتفردهم واقعًا ، وربما يستنكر البعض عليهم ذلك الشغف الذي خالف المألوف من حيث ما يبذلون من جهد و وقت يفوق بكثير ما يقدمه الأشخاص العاديين الذين يؤدون الواجبات ويكتفون بذلك ولكن ( لأهل الشغف فيما يعشقون مذاهب ) فقد لا نصل لمستوى الشعور اللذيذ الذي يستمتعون به من خلال شغفهم ، فهذا شغوف بعمله وذاك لديه شغف في ممارسة بعض الهوايات أو الاهتمامات ، وآخر وجد في العمل الاجتماعي والتطوعي ضالته التي أحب العثور عليها وتمسك بها ،
ومما يُحسب للشغف أنه يجب ما قبله من تجارب لم ترتقي لطموح صاحبها إما لأن مصيرها كان الفشل أو لغياب الانسجام بين الشخص وما يؤدي من مهام ، ومثل هذه التجارب قد تمثل عثرة مستمرة وعائق متجدد ، ولكن بالمحاولة والتغيير و تقصي الرغبة ومنحها الفرصة الكافية لتوجيه الإمكانات إلى المسار الصحيح والمكان المناسب قد يولد الشغف الذي يؤسس لمرحلة الحُب والعمل والإنجاز والنجاح ، وكم من شغوف أبهر حد الذهول حين صنع الفرق بالشغف .
همسة :
بالشغف تُحقق الأحلام و يُشبع الطموح .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020