||
ضيف الله نافع الحربي
مع كل يوم يمر ، تتغير خارطة الاحتياجات الإنسانية والاجتماعية والعاطفية للفرد ، وعلى إثر ذلك تتغير الوسائل التي يبحث من خلالها عن سد احتياجاته ، ما قد يجعلنا نلحظ التغير المفاجئ خلال فترة وجيزة لدى شخص ما ، عرفنا عنه نهج حياة مختلف وخط سير مغاير لما كان عليه ، وما نلبث طويلًا أمام هذا الانتقال حتى نكيل الانتقادات ونزج بالآراء والتحليلات التي تفتقد المنطق ، وربما تنال من شخص نعتقد أنه على خطأ والحقيقة أنه فعل الصواب لاسيما حين لايكون في ذلك التغيير مساس بالمبادئ أو القيم التي يعد المساس بها خلل يُشير إلى خلل ،
التغيير والتجديد وتعديل خارطة الحياة رسالة ذكية من الإنسان لذاته و ممارسة مشروعة له ، فالحياة التي استهدفها هي حياته ، وليس لأحد التدخل في طريقة إدارته لها ، لأننا لا نعرف عن الناس إلا ظاهر التفاصيل بل وأقل التفاصيل ، بينما جوهرها الذي يدفع صاحبه للعمل على أرض الواقع من أجل حياة أفضل لا نعلم عنه شيئًا ، وحين يكون التغيير فيما يخص الحياة الخاصة كالزواج والتجارة والعمل والسكن فهذه جميعها خط أحمر ، و غير قابلة لإبداء الآراء حيالها مالم يُطلب منك المشورة ، وكل رأي أو انتقاد أو انتقاص تجاوز صارخ لحرية وخصوصية صاحبها .
وما يؤسف حقًا أن كثيرٌ من الناس ، لم يديروا حياتهم بالشكل المطلوب ، ما جعلهم في وضع أسوأ ، سواء على مستوى الأسرة أو المجتمع ، ومع هذا تجدهم في الصفوف الأولى التي تحارب القرارات الخاصة جدًا بالآخرين ، حتى تكاد تشعر أن الخسارة هو من سيدفع ثمنها وأن الفشل هو من سيتحمل نتائجه ، وهذا يشير إلى فاقة عالية للشر متجذرة داخلهم ما حرمهم لذة الاكتفاء ، وهيبة الحدود التي يرسمها العقلاء لأنفسهم وتمنعهم من تجاوزها على الآخرين .
همسة :
أنت مسئول عن نفسك فقط . مازاد عن ذلك إهانة لك .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020