عماد عمر طيب

@Emad21209

عندما تكون في معزل عن أحداث تجري من حولك فأنت في نعمة كبيرة قدرها الله لك وأنت لاتعلم .
سكن أحدهم في شقة صغيرة تستره هو وأسرته الصغيرة وكانت الشقة قليلة النوافذ وحتى فتحات النوافذ الموجودة بها صغيرة مقارنة بغيرها وفي المطبخ كانت هناك فتحة صغيرة جدا وكل يوم تتسع هذه الفتحة نتيجة عدة عوامل يومية وكان يفرح أخينا باتساع الفتحة ويحاول توسيعها بيده يوميا بل صار يراقب ويقارن حتى كبرت الفتحة وكان سعيدا جدا لدرجة أنه حددها ووضع لها شباك لترتيب المنظر ولكنه بدأ يرى ويسمع مشاكل الجيران من هذه الفتحة ويشاهد مناظرا كانت مستترة عنه ولم يشاهدها سابقا بدأ يرى منظر المنور والحيطان المتشققة بدأ يشم روائح الطبيخ ومناظر تخدش الحياء في بعض الأحيان ومناظر مؤلمة في أحيان أخرى .
إذا ستر الله عنك شئ فلا تسعى لمعرفة مكنوناته لأنك لن تحتمل ماستعرفه لذلك ستره الله عنك ولاتنبش في المستور فربما لو عرفت حقيقة ماستر الله عنك لتحطمت حياتك كلها فقط تعرف على الذي أراد الله لك أن تعرفه وبدون جهد يذكر منك سيصلك علمه فأنت لك طاقة استيعابية في روحك لن تحتمل كل الأحداث من حولك ولا كل الحقائق الموجودة ستناسب إدراكك فكن كما أرادك ولاتوسع نافذتك على الحياة بقدر أكبر مما هو موجود فالموجود مقصود به أنت بكل مافيك من مساحة فهم وإدراك وتحمل فلا تحاول معرفة أكثر مما يجب حتى لاتحطم أدوات إداركك وفهمك واستيعابك وتحطم حياتك وتعقد روحك وتدمر علاقاتك الإنسانية وتكون ضحية طمعك المعرفي دون أن تعلم أن الخالق وضع لك قوانين محددة تناسب شخصيتك فاتبعها وتجول داخل حدودها . وأنا هنا أكرس لعدم التزود المعرفي بأحوال من حولنا من دائرة حياتنا اليومية والتلصص على حياة الآخرين والتنبيش في مستودع أسرارهم الشخصية فهذا محرم شرعا ومجرم قانونا وعرفا . لذلك دع النافذة كماهي ولاتحاول توسيعها بأكثر من القدر التي هي عليه .

كلمتين ونص :
دع الخلق للخالق وأهتم بشؤونك وشؤوون أسرتك ومن تعول ولاتحاول فتح نوافذ جديدة تطل على حياة الآخرين فأنت لست مكلف بهم .