||
بشاير الحربي :
التناقض في القول والفعل أمر يحدث به التخبط بين الصواب والخطاء، والتفاوض مع النفس في تناقض القول والفعل ضياع وقت وهدر قيمة إن كانت تلك الحقيقة وهم لا تمت للواقع بصلة
فالإنسان الناجح لا يتبع أوهام الأهداف وسراب الأحاديث التي لا تعطي للواقع خطوة يتقدم عليها .
ومع متغيرات الحياة يأتي سؤال مباشر للبشرية هل التأقلم يؤدي إلى التناقض بين العيش بدون مساس بالكينونة الذاتية ام قبول التحديثات الحالية على مكونات الذات يؤدي إلى تناقض؟
للإجابة بمنظور فكري واعي يتحدث عن ألسنة الجميع تقريباً الواقع يقول أن التأقلم ليست إلا كلمة يستخدمها الانسان للعيش بأمان لعدم التخلي عن الأصل الذاتي فالمتغيرات كثيرة نجدها في الحياة يشاهدها الجميع لتحديد أياً من الاتجاهات تكثف عملية تقدم هذا الانسان في الحياة ، وقد ورد في محكم التنزيل {وقد خلقكم اطوارا} نوح:14
وهذا الدليل يأتي في خلق الانسان والتغيرات التي تحدث به وهي من نطفة ثم علقة ثم مضغة وإلى إتمام الخلق سبحانه جل في علاه وهنا نجد أننا نتقبل ذلك التغيير الجسدي الحاصل في خلقتنا وما يبرز ذلك التغيير هو مستوى النضج في كل هذه المراحل ، وعلى هذا الأساس نأتي على التغيير في حياتنا البيئية والتي تتشكل وفق نضج عقولنا وأفكارنا ، فنحن من نعطي القوانين والأنظمة لسير في هذه الحياة ، وبذلك نندمج للقبول بين الأجيال والثقافات فلا نقع في فخ الأوهام التي ترفض واقع أنت والجميع من حولك يعيشه فتقع في صراع القبول او الرفض ، أشارت سعاد عبد العاطي- أخصائية النفسية – أن غياب الاتساق الفكري والسلوكي لدى الأفراد يجعلهم متناقضين بل ويقود إلى قلق نفسي، وخلق نظرة اجتماعية دونية تجاه الفرد، أو المجتمع بأكمله، بل وتجعل المتصف بهذه الصفة يشعر داخلياً بتضارب وتنازع دائمين بسبب الفكر التناقضي بين ما يقوله ويعمله، أو العكس.
وبذلك تتأثر بعدم القدرة على التكيف مع واقع الحياة لمواجهة المشاكل والتحديات في طريق القبول لزيادة الإنتاجية وتحديد الأهداف التي ترغب أن تلامس الواقع الذي ترغب به تعريف ذاتك وقبول من حولك لك ،ولأننا نتغير ونعيش الاطوار الحياتية المفروضة في السنة الكونية واجبنا ان ننضم حياتنا لسير وفق المتغيرات ونجدد أجزاء حياتنا المظلمة ونحدد الاتجاهات التي نرغب السير بها ، يقول تعالى {إن الله لا يغير مما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } الرعد:11 .
فأحرص كل الحرص على أن تجد في كل مواقف الحياة المتغيرة درساً يقدمك لا يعثرك فالإنسان لا يرفض التغيير بل يتقبل والدليل على ذلك كل ردة فعل للرفض تجد خطة بداية لقبول أحداث أخرى تقبل المؤامة مع ذات كل انسان .
فالأقبال على الحياة بكل جوانبها تتطلب من الانسان أن يكن لديه لياقة فكرية تجذب الإيجابيات إليه وتطرد السلبيات الممانعة للتغيير الإيجابي لأحداث الفرق في الحياة وتجنبه الجهل وهو عدو الانسان
في اتخاذ خطوات فعالة تمكنه من إيجاد ذاته وأهدافه في الحياة .
أقوال قلمي :
إن ميدان الحياة واسع تكثر فيه المتناقضات حتى إن باستطاعة المرء أن يناقش موضوعات تقدر الاختلافات وتقبل الآراء وتناقش العقول وبذلك نستطيع أن نجمع الأفكار ونصنع الجمال في كل ما حولنا .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020