ضيف الله نافع الحربي 

ما لم تكتشف ذاتك بالطريقة الصحيحة وتسبر أغوارها لترى عن قرب ما لديك وما تحتاج، فلن تستطيع أن ترتقي وتعتلي سلم التغيير الذي يقودك للأفضل، ويرتقي بأحلامك وأهدافك إلى مرتبة التنفيذ التالية لمرتبة الأفكار الصامتة. جميعنا نرغب في التغيير وفي التطوير والبناء الذاتي الذي يؤكد فاعليتنا ويترك لنا على طريق الحياة أثرًا باقيًا، ولكنها تبقى في نطاق الرغبة العاجزة ما لم تُدعّم بالوعي الكافي الذي يصنع من الذات طاقة هائلة ودافعية عالية تقود صاحبها لساحة الحياة الحقيقية بصراعاتها وضجيجها وتحدياتها وجميع احتمالاتها التي تتراوح ما بين النهايات المبكرة والخواتيم المبهرة. نعم، هو الوعي من يقود لكل هذا، كيف لا! وهو مُمثل لمرحلة النضج وحالة التمرد الذكي على منطقة الراحة، والنابع من إيمان عالٍ بقدرات وإمكانات الذات البشرية القوية التي تنتظر الالتفات لها وتسليحها بالثقة.

كلما دخلت مكتبة أو زرت معارض وتجمعات الكتاب، وجدت من كتب تطوير الذات ورفع الوعي وتحفيز واستنهاض عزيمة الإنسان كمًا هائلًا، وأسماء لامعة من المؤلفين وأصحاب التجارب الناجحة والمؤثرين الذين سكبوا عصارة تجاربهم وما جادت به أفكارهم في تلك الكتب التي يجد الكثير منها رواجًا كبيرًا، لاسيما تلك التي تحمل عناوين تداعب حاجة البعض للنجاح والتميز وبناء الشخصية القوية والذات الصلبة المتميزة، لكن المعيار الأهم، ما مدى تأثير القراءة فقط لاستنهاض الذات وتحفيزها؟ حتمًا لن ننكر التأثير، ولكن لن يكون بالقدر اللازم للنجاح وصناعة بُنية ذاتية قوية ما لم يصاحب ذلك عزْم وتطبيق على أرض الواقع. فما تقرأه يرسم لك خارطة طريق ويُزيح عنك غشاوة المفاهيم المغلوطة التي لديك وتمثل عائقًا، ويبقى بعد ذلك العامل الأهم لتحقيق البناء الذاتي السليم وهو الوعي الذي يمكّن صاحبه من اتخاذ القرار الذكي القريب للمضي بعزم نحو تحقيق الأهداف في وقتها المناسب.

همسة:

الوعي الحقيقي أن تكون على يقين أن لديك الأفضل