ضيف الله نافع الحربي 

استسهال البدايات و عدم إعطائها ما تستحق وجه شاحب للطموح الهزيل ومؤشر للإخفاق المبكر ، ولأهمية البداية أشار أصحاب الرأي والحكمة و التجارب إلى أهمية التغلب على رهبة وتردد “الخطوة الأولى” التي تتوالى من بعدها بقية خطوات الألف ميل ذات السهولة الأكبر إذا ما قورنَت بتلك الخطوة المبكرة والفارقة في مسيرة الإنسان نحو الهدف، وفي الوقت ذاته تأتي خشية الخطوة الأولى عقبة و منطقة شائكة معيقة مثقلة بالتردد والخوف، ما يجعل من رهبة اللحظة تحدي يتطلب الإجابة على سؤال من أين تكون البداية وكيف تكون؟ ومن خلالها يكون العبور الحقيقي المتسلح صاحبه بكل ما يحتاجه من مؤنة التغلب على المشكلات المتوقعة من طموح ومهارات ومعرفة تجعل من الطريق الطويل واضح بتضاريسه المتباينة وتجعل من رحلة الهدف آمنة.

ومن وسط واقع الحياة نجد لدى البعض جهلًا باتخاذ قرار الخطوة الأولى المدروسة ما قتل بعض الأهداف مكتملة النجاح عطفًا على المقومات والقدرات المتوافرة لدى صاحب الهدف، ولعلي أستشهد بذاك الكاتب الجيد الذي لديه من المحتوى ما يؤلف له كتب عدة، لكنه يخشى الخطوة الأولى لإصدار كتابه الأول الذي يعزز من خلاله قدرته على النجاح و تثبيت حرفه على رفوف المكتبات و لديه القدرة على ذلك لكنه لا يعرف أن البداية تُدشن بالرغبة المعززة بالإمكانات ثم استسقاء خارطة طريق مرسومة بما لدى أهل الخبرة والتجارب ثم البدء بخطوات الإصدار التي لا تتطلب منه سوى اختيار دار النشر المناسبة لتتولى بعدها بقية الخطوات التي أصبحت في حكم المُيسرة جداً ، و ما دعاني لكتابة هذه المقالة ما يردني من تساؤلات بعض الأصدقاء والزملاء والمتابعين لحساباتي في مواقع التواصل الاجتماعي حول طريقة إصدار كتاب و الكثير منهم كتّاب حقيقيون، لكنهم يستصعبون إصدار كتاب بناء على مفاهيم خاطئة لديهم أو معلومات غير دقيقة فحواها أن إصدار كتاب أمر صعب! وهذا مخالف للواقع تمامًا إذا ما علمنا أن الأمر لا يتطلب أكثر من أسبوعين إلى ثلاثة من دفع رسوم الطباعة والتي لا تتجاوز الألفين كحد أدنى، ، والأمر كما أسلفت يسير الأهم أن يكون لديك ما يستحق أن يكون بين دفتي كتاب، ثن اتخاذ قرار الخطوة الأولى .

همسة:

قوة وشجاعة الخطوة الأولى مفتاح النجاح .