ضيف الله نافع الحربي 

لو سُئلنا من هو أهم شخص في حياتنا إذا ما خرجنا عن نطاق الوالدين والأقارب الذين يحتلون أولوية دون غيرهم ، فلن نُشير إلى صديق عادي أو عابر أو زميل التقت معه المصالح المهنية ، بل سنُشير إلى ذلك الشخص الذي نرتاح إليه ونثق به ونعلم جيدًا أنه الأهم بين بقية الذين يُحيطون بنا ، وتلك الأهمية لم يكتسبها بمال أوجاه أو تميز في مجال من مجالات الحياة ذات البريق المادي ، بل لأنه استطاع أن يوفر لنا المساحة التي حققنا من خلالها بناء علاقة مُشبعة لحاجتنا للصداقة الصادقة ، بعد أن وجدنا به ما نسعى إليه كونه الأهم بين البقية ، فنحن لا نبحث في الآخرين عن المستحيل ، بل ما نبحث عنه هو أقل من تلك الصعوبات التي يعتقدها ( المعقدون ) في علاقاتهم والذين يبحثون عن المثالية .

متجاهلين أنهم لم يصلوا لتلك المثالية التي يطالبون بها ، وبالتالي فما لاتستطيع توفيره للآخرين لا تطالبهم به لأنه مفقود ، أما من كانوا على رأس قائمة اهتماماتنا فقد لامسوا بعض من صفاتنا ، لنجد من يميل للهدوء لن يجد الارتياح مع عشّاق الضجيج ، ومن كان طبعه الصدق والوفاء لن يتلاءم مع أهل الكذب والخذلان ، ومن اعتاد على التقدير لن يقبل النكران ، وبعد هذا يأتي الإنسجام الذي يؤسس لعلاقة إنسانية أقرب للتوافق إذا ما علمنا أن التطابق وجه آخر للمثالية يستحيل تحققه، ويكفي ذاك التوافق أنه يقدم لنا شخص يستحق أن يكون ( الأهم ) وجدير بالاحتفاظ به طويلا .

إن الإنسان بفطرته ليس مُعقدًا في علاقاته واحتياجاته ، بل سهلًا وميسرًا لكل من يقترب منه مالم يرى ما يُنفره في هذا الشخص أو ذاك و لايمكن أن يرفض أحد فهو بطبعه وطبيعته يميل لتكوين علاقات جيدة لها أهدافها وديموميتها لاسيما أن الإنعكاسات عن العلاقات في الحياة اليوم غير مُطمئنه بل قد تكون مرعبة للأشخاص الذين يخشون الخذلان ، ومع هذا فصناعة شخص مُهم في حياتك أمر ممكن للغاية إن كنت دقيقًا في معايير الاختيار واعتمدت على التوافق الفكري قبل العاطفي .

همسة ؛

كلما كان في حياتك شخص مهم فأنت بخير ،