ضيف الله نافع الحربي 

من السهل علىنا أن نُبدئ الرأي ونشارك بوجهات النظر وفق ما نرى أو نعتقد ، وفي هذا حق مشروع لكُل إنسان يشكل جزء من مجتمعه ، لأن ارتباط الشخص بمن حوله لايكون عبر الاعتزال أو الإنطواء أو التحفظ بل عن طريق المشاركة التفاعلية وليس من شروط التشارك أن يكون رأيك صحيحًا ، لكن وجودك ضمن منظومة الأفراد المتفاعلين والمجتهدين في تقديم مالديهم والتسويق لمقترحاتهم وأفكارهم وعرضها أمام المجتمع هو بمثابة الأثر الذي يُشير إلى وجودك على قيد الحياة المجتمعية التي لاتقبل إلا من يكون جزء منها ، وهنا الناس يتفاوتون وفق قدراتهم الفردية وإمكاناتهم ومستوى الثقة لديهم ، فهذا صاحب رأي لكنه يخشى عرضه وذاك لديه فكر متميز لكنه لا يجيد تسويقه وذاك قدراته متواصعة لكنه ذكي وجرئ وشجاع مجتمعيًا يعرض ويتحدث ويناقش ويتقبل ، وهذا التفاوت طبيعي في المجتمعات ، وإن كان من الصحي أن تكون الشريحة المتفاعلة هي الأوسع والأكثر ، فقوة المجتمعات بقوة وشجاعة أفكار أفرادها .

نصفق جميعًا للرأي الصائب والأفكار النوعية والمقترحات الناجحة ، وهذا أقل ما نقدمه من تحفيز وتعزيز لأصحابها الذين أبدعوا وتميزوا بها ، لكن الكثير من الآراء غير الصائبة ليست سيئة وإن لم يحالفها الصواب فهي مشاركات تفاعلية رائعة تعبر عن صوت الناس الذين يرغبون في الأفضل ويسعون إليه سعيًا حثيثًا وربما البعض منهم مجتهد دون كلل لتجويد حياته وحياة من حوله ، وهذا بحد ذاته عمل أقل ما يقال عنه أنه رائع ، لأن من بسعى للأفضل هو على صواب وإن لم يُصيب ، يقول توماس واتسون ” ضاعف من عدد مرات المحاولة لكي تنجح” ، وهذه هي الحقيقة التي يعرفها الكثير منّا لكن القليل جدًا من يؤمن بها ، ولو جعلناها نهج لنا لما توقفنا عن إبداء الرأي كل ما سنحت الفرصة ولاأحجمنا عن المشاركة من أجل التطوير الذاتي والمجتمعي كلما وجدنا أنفسنا أو مجتمعنا بحاجة لذلك .وحتى لا تكون هزيلًا يخشى المبادرة والمشاركة لمجرد أنه أخفق في محاولة أو لم يوفق في رأي ، قف دائمًا على أعلى نقطة تستطيع الوصول إليها ثم انظر للنقطة الأعلى ودع كل محاولة فاشلة خلفك ، 

همسة ؛ 

غير الصائب مرحلة ما قبل الصواب .