بشاير عبدالله الحربي

بين أمواج الحياة الغير مستقرة تتذبذب الأحاسيس بين أمان وخوف وفرح وحزن ولين وقسوة بين وجود وفقد وتبقى العدة هي النجاة من هذا كله، حينما يتأمل الإنسان حال طبيعته الفطرية في تكوينه الخلقي بدليل من القرآن الكريم “جعلناهُ نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا المضغة عظامًا فكسونا العظام لحما ثم أنشأناهٌ خلقًا اخر فتبارك الله أحسن الخالقين” سورة المؤمنون

يدرك هنا الإنسان أنهُ بين مراحل في الحياة متغيرة كتبت من قبل أن يلد وسار عليها جميع الخلق ولا تفرد أحدهم عن الأخر إلا بالتقوى وأن الإنسان بهذا المنشئ يعطى الحياة، وهي ليست وهم بل هي حقيقة عبور للحياة الخالدة التي يعلمها جميع من على الأرض وإن اختلفت الأديان.

وأن كل من على الأرض راجعون لرب هذه الأرض والدليل (إن إلى ربك الرجعى) سورة العلق

وبهذا ينبغي على الانسان أن يُعد للسفر في مختلف مراحل حياته وأن هناك موعد إقلاع وهبوط فيما بينها مسافة الحياة وماهي تلك المسافة؟

“باختصار شديد هي إعداد الزاد للقاء، صبراً واحتساباً “

ومن رحمات الله العديدة بنا أن جعلنا شعوباً وقبائل لتعارفوا لم يخلقنا للعيش عبثاً بلى منفعة فقد تعلمنا سُنن العيش على هذه الأرض وكيف يكون تقاسم العيش فيما بينهما وترتيب المنفعة المتبادلة بين كل من على هذه الأرض ليميز الخبيث من الطيب وليمحص عبادة في تكوينهم الحقيقي والسببي على هذه الأرض.

(وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَإذِبِينَ) سورة العنكبوت.

فمنذ نزول أبونا ادم وامنا حواء على وجه هذه الأرض جعل الله سبحانه جل في علاه
علاقة تربطهم وتسير وجودهما في الحياة بالمنفعة المتبادلة بينهما بإرادته سبحانه كيفما شاء لتحقيق سنة المدافعة لحكمه يعلمها هو وحده فعلى هذا الأساس طبيعة حياتنا تعاملات مختلفة نحسن بها لنجزئ خير الجزاء ونبقى لكي لا ننسى معاملاتنا الأخروية التي سنحملها معنا لتعرض أمام الباعث للحساب على ما قُدم وما أُخر، فعش كما أمرت وخذ في عدتك السلام والإحسان ورسالة الحياة وقدمها بالطريقة المثلى التي حملها الأولين، فأنت المسئول الوحيد الذي يحسن حياته ويعلم كيف تُعد زادك لمن وهبك حق الحياة وما الوهن إلا اللهو وحب الدنيا، فأعدوا أنفسكم لعمل عظيم، واحرصوا على أن تهبوا الحياة حقها السليم إلى أن تُحدّث أخبارها.