الكاتبة : أميرة العبيدي،

كثيرًا مانلاحظ ونرى أشخاصًا لديهم مبادئ وقناعات معينة ، أفكار خاصة بهم تمثلهم ويمتثلون بها ، إما أن يكونوا متعصبين ، متحجرين حول تلك الأفكار وتلك المبادئ وكأنها راسخة في عقولهم لاتتغير ولاتتبدل ، وتستمر زمنًا طويلًا وقد ينتقل تأثيرها لمن حولهم ، حتى وكأنها وسم عرفوا به.

أوالعكس تمامًا حين نرى بعضهم مَرِن ، متساهل ، سهل ، لين ، تستطيع أن تبدل لديه فكرة بفكرة أخرى وتبدي برأيك فيستجيب ، ليس لديه ذلك التعصب ولا الالتفاف حول الذات ،تستطيع بكل سهولة إقناعه ومسايرته .

نعم هذين النوعين من الشخصيات ويشبهها الكثير نجدها في مجتمعنا ، نستطيع تمييزها ، والتفريق بينها ، والتأقلم معها ، ولكن هل دائمًا أصحاب هذه الأفكار وتلك المبادئ يبقون للأبد على ماهم عليه ؟ بالطبع لا ، فإنني قد عاينت ذلك وشهدته لربما قد تتفقون معي .

فعلى سبيل المثال حين نرى ( الأب )وهو في مقتبل عمره قد يتبع مبدأً معينًا في تربية أبنائه الأوائل لايتنازل أبدًا عنه ، فمثلًا يقوم بمنع أولاده من السهر حتى آخر الليل ، فيحدد لهم وقتًا للمكوث أمام الأجهزة الإلكترونية وماأن ينتهي الوقت يحرص على إنهاء كل شئ ، بل ويتم التنفيذ من قبل الأبناء بدون نقاش أو رفض ، هذه سياسته المعروفة لديهم ولابد أن تُتّبع. 

وحين يمضي العمر قليلًا بهذا الأب نجد التغيير في شخصيته وتبدل أفكاره والتنازل عنها حيث أنه لايتبع تلك السياسة مع أبنائه الصغار ، بل ولا يسير على ماسار عليه سابقًا ، وكأن الشخص أُبدل بشخص آخر .

ولكن في الحقيقة الشخص نفسه لم يتغير بل تغيرت الأفكار تبعًا للزمان واختلاف البيئات ونظريات الناس .

وأن الأفكار والمبادئ قد تشيخ وقد يولد غيرها ويحل محلها ، وقد تنسخها أفكارٌ ومبادئٌ أخرى ، الإنسان لايبقى على وتيرة واحدة فليس هناك ثبوت ولااستقرار بل يتغير ويغير ويُعيد ويحوّر حسب ظروفه وتكيفه.

من هنا أريد أن أقول لاتتمسك بآرائك وتتشبث بها وتتعصب وتضفي لها طابع الثبوت والصمود بل اترك لها الحرية واطلق لها العنان فالإنسان يتغير بتغير الزمان .