ناصر العمري ⁦‪@NasserNssn4‬⁩ 

في العبور عبر تاريخ البشرية، نجد العديد من الأحداث التي تعزز مقولة “إذا كان الطريق آمن فاعلم أن هنالك كمين”. فعلى مر العصور، شهد العالم العديد من المؤامرات والخديعة التي استُخدمت لتحقيق مصالح سياسية وعسكرية.

تعودنا في حياتنا اليومية على التعامل مع الناس على أساس الثقة والنزاهة. وعندما نقابل شخصًا يتمتع بصفات ظاهرة نزيهة، فإننا عادةً ميلَّين إلى الاعتقاد بأنه صادق وموثوق به. ومع ذلك، قد نكتشف في أحيانٍ ما أننا كنا مخطئين في تقديرنا لهؤلاء الأشخاص، وأن تلك الثقة التي منحناها لهم كانت في الواقع كمينًا محكمًا للإيقاع بنا.

إن تجربة الخيانة والخداع تعلمنا أن نكون حذرين وأكثر حرصًا عندما نواجه الظروف التي تبدو آمنة ومطمئنة. فعندما يظهر أحدهم بمظهرٍ نزيه ويتصرف بطريقة ملتزمة بالقواعد والأخلاق، فإننا غالبًا ما نصدِّقه ونتعامل معه بثقة عمياء. وهنا يتم استغلال ثقتنا هذه لتحقيق مآرب خفية وتنفيذ مخططات مكنتها الظروف الآمنة.

قد يكون هذا الموقف محبطًا ويسبب لنا خيبة أمل كبيرة. ولكنه في الوقت ذاته يُعَلِّمُنا درسًا قيمًا: أن نكون حذرين وذكيين في التعامل مع الآخرين، وأن نحتفظ بشيء من الشك البناء والاحتياط عندما يتعلق الأمر بمصالحنا الحيوية.

قد يبدو هذا النهج متشائمًا، ولكنه في الحقيقة مجرد توجيه حكيم لتصرفاتنا. فعندما نواجه طريقًا آمنًا ومن يبدو أمامنا نزيهًا، فإن التفكير بإمكانية وجود كمين يجعلنا أكثر قدرة على تحليل الوضع واتخاذ القرارات الصائبة.

إن الحياة تعلمنا أن نكون حذرين وأن نتقبل أن الأمور ليست دائمًا كما تبدو. إن استخدام هذه الحكمة في الحياة اليومية يمكن أن يساعدنا على تجنب الأخطار والمصاعب التي قد تنتظرنا في الطريق. لذا، يجب أن لا نستسلم للثقة العمياء وأن نحافظ على حدسنا وقدرتنا على التحليل والتقييم الدقيق.

و يبقى القرار لكل فرد بمدى تطبيق هذه المقولة في حياته. قد يعتبر البعض أنها قاعدة ثابتة يجب احترامها، في حين يمكن للآخرين أن يرى أن الثقة والإيمان الصادق بالآخرين هو أساس العلاقات الإنسانية الصحية. المهم هو أن نكون واعين للحقيقة وأن نتعامل بحذر وحكمة في جميع تفاصيل حياتنا، سواء أكانت عسكرية أم شخصية.