||
على بُعد 300 كليو متر باتجاه الشمال الشرقي من المدينة المنورة تقع مدينة الحضارة والتاريخ والجبال والجمال العُلا ، المدينة التي استوطنها البشر قبل 4000 عام ، نزل بها الرسول الكريم وهو في طريقه إلى غزوة تبوك ، و تبلغ مساحة محافظة العلا (29261 كم2) وتمثل ما يُقارب 19.6% من مساحة منطقة المدينة المنورة التي تتبع لها العُلا إداريًا ، ويبلغ عدد سكان محافظة العلا 55.010 نسمة
أشارت الروايات حول تسميتها إلى أنها كانت قديمًا تُسمى دادان ، وحول تسميتها بالعُلا يروى أنه كان بها عينان أشتهرت بمياهها العذبة وكان حول منبع إحدى العيون نخلتان شاهقاتان العلو يُطلق عليهما العلي ، وتقع المدينة الحالمة ( العلا ) على وادي تربته خصبة يُحيط بها جبلان كبيران ، كما تُعد من المناطق الزراعية المشهورة بالنخيل والحمضيات والفواكه المتنوعة .
أما تاريخيًا فالعُلا من المواقع التاريخية المُسجلة في اليونسكو ، بحكم أنها كانت عاصمة الأنباط قديمًا ، وتضم آثار قديمة يعود تاريخها إلى 300 عام قبل الميلاد ، وبالقرب من العلا وعلى مسافة 22 كيلو متر تقع الْحِجْر وهي ديار ثمود التي ذُكرت في القرآن الكريم ، وهي بمثابة المتحف المفتوح حيث الآثار والمواقع الأثرية والجبال المنحوتة باتقان ، إذ تبلغ مساحة المنطقة الأثرية أكثر من 13 كيلومتر تضم حوالي 131 مدفنًا ، كما يوجد بتلك المنطقة قصر الفريد وقصر البنت وقصر العجوز والديوان ومدافن الخريمات وجبل البنات ومحلب الناقة ( ناقة صالح ) ، ومقابر الأسود والخريبة وجبل عكمة وجبل الحوار . كما توجد بها عدد من الآثار والمواقع الإسلامية منها مبنى سكة حديد الحجاز وقلعة الحجر الإسلامية وقلعة موسى بن نصير ، والساعة الشمسية ( الطنطورة ) .
ونظرًا للأهمية الكبيرة لهذه المدينة وفي العام 2017 صدر قرار ملكي بإنشاء هيئة ملكية لتطوير العلا، يرأسها ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان آل سعود، وتهدف إلى تحقيق التطور والتحول في محافظة العلا والعمل على البنية التحتية مع التشديد في الحفاظ على تراثها وتاريخها، وإبرازه بالمرافق السياحية المتنوعة والمتوزعة حول طبيعة المدينة. ويتم تطوير المواقع التراثية والتاريخية في محافظة العلا بالتعاون بين المملكة وفرنسا، بموجب اتفاقية تشمل التشارك والتبادل المعرفي، الثقافي والاقتصادي والسياحي .
وامتدادًا لهذا الإهتمام من القيادة الحكيمة بالمملكة ، في فبراير عام 2019 أطلق الأمير محمد بن سلمان رؤية العلا التي تهدف إلى تطويرها بطريقة مسؤولة لتحويلھا إلى وجھة عالمية للتراث، مع الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي في المنطقة بالتعاون مع المجتمع المحلي وفريق من الخبراء العالميين، وتسهم الرؤية بـ120 مليار ريال من الناتج المحلي التراكمي ، واليوم تُعد العُلا وجهة سياحية تاريخية يقصدها السائح المحلي والأجنبي لما تحتويه من آثار قيمة و تضاريس جاذبة وأجواء شتوية بإمتياز ، وكان آخر الأحداث التي شهدتها العلا عقد القمة الخليجية الأخيرة التي حضرها قادة دول مجلس التعاون الخليجي واتخذ خلالها عدد من القرارات التاريخية الهامة .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020