||
تحقيق: مُخجلة العزي
لوحظ في الآونة الأخيرة تفشي ظاهرة الغش في الامتحانات وكادت تصبح ظاهرة في أغلب المجتمعات ولا سيما مع تطور التقنيات الحديثة، ولا يخفى علينا جميعاً الغش ليس مقتصرًا في الامتحانات في التعليم بل في كل شؤون الحياة؛ لكن يبدأ الإنسان بممارسته في المدارس ثم أماكن العمل والعلاقات الاجتماعية، المدرسة هي منطقة تشكيل شخصية الطالب، ليست هي معلومات فقط؛ بل هي أسلوب الحياة.
إنَّ تسرُّب أسئلة الامتحانات أو تطوُّر وسائل الغش مشكلة عالمية اليوم، ومن المؤكَّد أنه لكل شيء سبب.
نودّ من خلال رسالتنا الإعلامية في صحيفة المصداقية عرض تلك الأسباب مع الحلول لها، وتوجهنا للعديد ممن يخصُّهم هذا الأمر بهذا السؤال:
ظاهرة الغش في الامتحانات في الآونة الأخيرة ، ماهي الأسباب وما العلاج؟
– أ/فاطمة الجباري “ولية أمر”
أرى من وجهة نظري أسبابه من عدة جوانب؛ الجانب الديني، من جانب القدرات الفردية الفهم والاستيعاب، أيضاً من الجانب العائلي، كما يجب الإحساس بالمسؤولية في أول مراحل الدراسة، أيضاً أرى صعوبة المناهج الدراسية أو بالأصح صعوبة توصيل المعلومة من قبل المعلم.
العلاج:
بث روح الحماس والتنافس بين الطلاب أثناء إعطاء الدروس يساعد على ترسيخ المعلومة.
وقبل كل شيء غرس القيم والمبادئ الإسلامية في نفوس الطلبة،وتبسيط المناهج الدراسية ومعالجة الصعوبات من خلال إعطاء دروس تقوية للطلاب المتدنية مستوياتهم، زرع الثقة في نفوس أبنائنا الطلاب.
عند وضع الأسئلة مراعاة الفروق الفردية.
– أ/ماجد الصميلي “ولي أمر”
بالنسبة لظاهرة الغش
تفنَّن فيها كثيرون، وفيه سلب لحقوق المتميزين والمجتهدين،
وخاصة مع تطور التكنولوجيا بدلًا من استخدامها بإيجابية،
استغلَّها البعض بطريقة غريبة عجيبة للغش بأساليب مختلفة.
من أسبابه: بُعد الرقابة الذاتية والتهاون في تربية الأجيال على مراقبة الله عز وجل في السر والعلن.
العلاج من وجهة نظري بصفتي ولي أمر: إعطاء كل مادة حقها في المذاكرة وبنفس الوقت المتابعة من المنزل والمدرسة على الجداول الدراسية،
رفع الرقابة الذاتية وزيادة التنافس لرفع مستوى التحدي،
إقامة مسابقات لرفع مستوى التحصيل الدراسي للتأكد من فهم المواد واستيعابها.
– حسام معيدي “طالب في الثاني المتوسط”
أرى بصفتي طالبًا أن من أسباب انتشار الغش في الاختبارات هو سرد المعلم الدروس وغياب أسلوب التشويق وعرض أمثاله للمعلومة على أرض الواقع.
أيضًا من الأسباب هو الملل من تطوير شرح المواد وكثرة البحوث والواجبات وعدم إيجاد وقت كافٍ لمذاكرة الاختبار.
علاج المشكلة هو في فن التشويق واستخدام إستراتيجيات إيصال المعلومة بشكل أفضل وأسرع وأوضح مع استخدام التقنيات الحديثة
ومحاولة التقليل من تكاليف البحوثات والواجبات وإبقاء المفيد جداً منها، أيضًا التلخيصات والمراجعة مع معلم المادة، وحذف بعض المعلومات التي هي لمجرد الاطلاع فقط وإضافة المعلومات المهمة الأساسية.
– شهد الجباري “طالبة جامعية خريجة”
مما أرى أن الطالب يرى الغش على أنه مساعدة؛ وفي الحياة العمليه يراه على أنه للتيسير، وفي العلاقات الشخصية يراه على أنه لتحسين العلاقة، ولكن الذي يحصل هو العكس تمامًا جملةً وتفصيلًا، فَالطالب عندما يلجأ لهذا النوع من الأساليب هو خسر نفسه وقيمته وانعدمت مسؤوليته بذاته، وننوه بنقطة أنه لا يريد أن يبذل أدنى جهد في دراسته، فالغش أسهل طريقة، وهو ليس الموقف الوحيد، بل هو بداية لِما هو أعظم، وهنا يبدأ التسلسل من طالب كان يغشّ في امتحانه إلى موظف ليس لديه مصداقية في العطاء والبذل والجد والاجتهاد، وبالطبع سيلجأ لنفس الأساليب، فَهي تكون متأصّله في نفسه.
وبالطبع آثار الغش طويلة المدى، فَهي تبدأ بامتحان بسيط في مدرسة وينتهي بشخص منعدم المسؤولية ليست لديه نزاهة في عمله أو في علاقاته.
من وجهة نظري للحد من هذه المشكلة لا بد أن يتم محاسبة الأشخاص بشكل صارم، ونوضح أن هذا الأمر مردوده عكسي أكثر من الإيجابية اللحظية.
– أثيل جحفلي “طالبة سنة أولى جامعة”
كوني طالبة ومع صديقاتي وزميلاتي أرى مشاهد كثيرة منهن، فقد يلجأن للغش في بعض المرات وأعلم بعض ظروفهن؛ هنَّ يسردنها لي، لذا فأنا أتفهم وأدرك أسباب زملائي، مع معرفتي أنه وسيلة خاطئة، ولا يجوز ذلك، وأستمر بمناصحتهم دوماً، لذا فإن السؤال الأهم هو لماذا يغش الطلاب؟ وما سبب اضطرارهم لذلك؟
الجواب من وجهة نظري:
غالبًا يقوم الطلاب بالغش لضيق الوقت وعدم تمكنهم من الفهم الكافي للمادة الدراسية، والبعض منهم يتكاسل ويلجأ للغش نظراً لأنه وسيلة سهلة وسريعة، أو لصعوبة الامتحان واستسلامهم عند المذاكرة، وهذا شيء جميعنا نعاني منه.
حسن جباري “طالب جامعة خريج”
الأسباب من وجهة نظري
المنافسة الكبيرة بين الطلبة على التخصصات أيضاً للضغط ووجود أكثر من مادة صعبة في نفس اليوم لكن لا أرى في ذلك مشكلة،المشكلة تحدث بسبب قلة الاعتماد على أنفسهم، مثلًا في مرحلة في دراستي كنت أشاهد الكثير من الطلبة يبحث عن الإجابة في سؤال معين وليس طرق حلها جهد قليل فائدة أكبر،وأيضًا هنالك من يهتم بالمعدل لدرجة الاعتماد على الغش، هو يرى في ذلك أنه حله الوحيد، وأيضًا هنالك من يريد النجاح فقط في مادة أو مقرر فيغش ويصبح الغش لديه عادة يعتمد عليها كثيرًا، وذلك يسبّب تزحزح الثقة منه، ومما يؤدي إلى كثرة الاعتماد على الغش وليس المجهود الشخصي، ولكن كثرة الغش في الآونة الأخيرة من أسبابها كثرة الاختبارات عن بعد؛ وأيضًا هنالك إهمال الطلاب لأنفسهم في السنتين الماضيتين بسبب جائحة كورونا وسهولة الغش إذ كان الاختبار عن بعد، وأيضًا لا ننسى دور الأهل في ذلك وعدم الحزم مع الطلاب في وقت الاختبارات والتنبيه بأن الغش (يضرّه أكثر مما ينفعه).
طرق العلاج:
المخافة من الله قبل كل شيء، والمثابرة الدائمة، والاعتماد الدائم على النفس، وتثقيف النفس دائمًا، والإقرار بالأغلاط، وتطوير المهارات، وعدم الخوف من الإخفاق أو كثرة الإخفاق.
– أ/نوال السبعي “وكيلة مدرسة”:
حينما يتحدث المربي عن الغش كسلوك لدى طلابه، أو ظاهرة تفشت في كل سلوكيات الجيل الصغير؛ فلا بد أن يكون حكم المربي أو المسؤول التربوي منصفاً ومقوّماً لهذا الطالب، فهو يرى الطالب أنه فرصة لتحصيل الدرجات دون جهد. يتبع ذلك عدة أسباب منها باختصار قلة المتابعة السلوكية من الأسرة، ومطالبة بعض الأسر والضغط على الطالب بضرورة الحصول على النسب المكتملة لتحقيق الحلم الأسري مع التجاهل التام لإمكانات الطالب وقدراته…
إضافة إلى أن هناك أسبابًا تستحق المتابعة والعلاج منها…
محاولة الطالب الغش متعمّدًا، والتفنّن في ابتكار الطرق واستغلال
نقاط ضعف الملاحظ في اللجنة…
أيضًا هناك سبب جوهري وهو عدم وصول المعلومة للطالب لتقصير المعلم أو ضعف مناسبة العرض للمعلومات.
من الحلول المقترحة:
على المدارس أن تعرف كيف تعالج الظاهرة وتراعي المرحلة العمرية وطريقة العلاج المناسبة فتكثف التوعية بالبرامج وتعزز القيم الدينية وتوضح جوانب الضرر من الغش بأمثلة حيه تقنع الطالب…
فذكر المساوئ يجعل العاقل يتجنب مواطن السوء..
– د. ماجد قنش “استشاري علم نفس وسلوكيات”:
الأمراض النفسية والاجتماعية لها دور كبير، فقد تصيب بعض الطلبة في مجتمعنا، ولا أبالغ حينما أقول أن من الأسباب الرئيسة وراء انخفاض معدلات الطلاب والطالبات في المدارس أو الجامعات ومن ثم هذه الأمراض التي تدفعهم إلى الغش في الاختبارات، ولا ننسى من جهة القلق النفسي أو العصاب والنورستانيا(الشعور بالإنهاك) والسيكاثينيا (العصاب القهري) بمعنى قد يكون لديهم نقص في الطاقة النفسية والإيجابية إلى السعي وبنفس الوقت تجدهم على بقاء على التكامل العادي.
وأيضًا المرض النفسي (السيكوباتي) بمعنى الفرد تكون لديه حالة الخلل في سلوكه ومشاعره الظاهرة في تصرفه وأسلوبه وطريقته في التفوق بين نفسه والبيئة مما يدفعه للغش، ناهيكم أيضاً عن ظروف التفكك الأسري وأساليب التربية الخاطئة، وعندما يفقد الشخص من طفولته القيم والقدوة والتربية التي تقوم على الحب والعاطفة والأمن قد ينتج العديد من الانحرافات السلوكية.
العلاج:
لا نشدد عليه على الدوام بالنجاح والتفوق والمقارنات،
وإذا لم يحصل على درجة النجاح المطلوبة لا نوبخه بل نكون معتدلين ونتقبل الفشل ونحثه على المحاولات ونشجعه كلما مشى خطوة نجاح ولو كانت بسيطة. إلى جانب مكافأته باستمرار، وإقناعه بحب المدرسة والمذاكرة ، من خلال إدخاله في مهام جانبية بجانب الدراسة، كممارسة رياضته المفضلة وتشجيعه على القراءة،هنا الحل من جانب الحالة النفسية بانعدام الضغط النفسي والعصبي عليه.
– د. عبدالله بن رده الحارثي “المستشار والخبير التعليمي”
أرى من وجهة نظري الغش في الامتحانات ليس ظاهرة وإنما لا يتجاوز كونه حالات محدودة، ومن أسبابه بالمختصر:
أسباب معرفية تتعلق بعدم معرفة الطالب بالأنظمة والتعليمات المتعلقة بالاختبارات
وعدم قدرة الطالب على تنظيم الوقت وعدم الثقة بقدراته العقلية وكذلك وجود أجهزة وتقنيات حديثة تساعد على الغش وسهولة استخدامها وإخفائها. أيضاً هناك أسباب أسرية ومنها عدم الاهتمام والمتابعة والرعاية من قبل الأسرة ، وكذلك التنشئة غير الصحيحة وغياب القدوات،أيضًا لا يخفى علينا الأسباب الاجتماعية التي تتمثل في رفاق السوء أو الأقران، وكذلك الإيحاءات السلبية لدى الآخرين وغياب دور التوجيه والإرشاد وغياب دور الإعلام عن التوضيح الاثار المترتبة على الغش وطرق معالجة مشكلة الغش في الاختبارات.
وهناك أسباب مدرسية تتعلق بالمنهج مثل طول المنهج وكثرة الواجبات والتكليفات والأعمال. وأسباب إدارية مثل ازدحام القاعات. بالطلبة ومن الحلول المناسبة نشر الوعي الديني ونشر التعليمات والإجراءات النظامية وإبراز دور تحمُّل المسؤولية.
وضع اختبارات ومقاييس لا تساعد على الغش تعتمد على مهارات التفكير
وتدريب الطلاب على الاختبارات التجريبية، تفعيل دور الإعلام وعمل دراسة حالة لكل طالب يقوم بعملية الغش.
-الشيخ: عبدالله الرايقي “إمام وخطيب”
من وجهة نظري من الجانب الدينيّ من أهم أسباب الغش في الامتحانات
ضعف الوازع الدينيّ وضعف الرقابة الذاتية لدى الطالب وغياب إدراكة بالآثار ونتائج عليه كفرد وعلى المجتمع أيضاً، وكما ذُكر في الحديث المشهور صاحب الطعام الذي كان يغش الناس وقال له ﷺ:”- مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا… “.
والمقصود من الحديث بالمختصر ذم الغاش ، وأنه ليس على سنن وطريقة وصفات المسلمين ، والتي منها : النصح والصدق مع الآخرين ، وعدم غشهم ، ولا يدل الحديث على كفر الغاش.
ويمكن علاج هذه الظاهرة بتقوية الوازع الإيماني لدى الطلاب والطالبات وتوعية الأهل والمعلمين بخطورة الغش وآثاره السلبية بعيدة المدى على حياة الطالب ومستقبله وتفعيل دور المرشدين النفسيين والتربويين لتوضيح المشكلة والتوصل لحلولَ عملية وتوضيح خطورة الغش على الصعيدين الدينيّ والأخلاقيّ وتعيين مراقبين بتنظيم القاعات ويمنعون تسيب الطلبة..ولنتذكر جميعاً حرصت الشَّريعة على إبعاد كلِّ ما يحصُلُ به الضَّررُ للمُسلِم.
الطلاب والطالبات ما زالوا يتعلمون، فعلى الأسرة والمدرسة والجامعة والمجتمع التعاون من أجل التربية والتعليم لتحقيق الهدف دون غش لنفسه أولاً ولمجتمعه ثانياً.
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020
ماشاء الله تبارك الله أبدعت وتميزت كعادتك أيتها الصحفية الألمعية مخجلة
الأبداع أنتم أهله أستاذي
ممتنةً لك شهادة أعتز بها لك كل الشكر والتقدير