||
تقرير – ناصر العمري
شتان ما بين الأمس واليوم ، وقد عصفت كورونا بالكثير من مظاهر الحياة المعتادة للناس ولكن مع التعافي الاقتصادي المتنامي وبدء عودة الحياة إلى طبيعتها بدأ الأمل يلوح في الأفق يحمل معه أمنيات زوال الجائحة وعودة الحياة إلى ما كانت عليه ، صحيفة المصداقية قامت بجولة في منطقة البلد وسط جدة والتي عُرف عنها قبل الجائحة توافد أهالي جدة وزوارها عليها لاسيما في شهر رمضان المبارك والذي اعتاد الناس فيه مظاهر رمضانية مختلفة .
لكننا وجدنا المكان وقد اختفت أغلب المظاهر الرمضانية التي كنا كل عام نراها في شهر رمضان مابين لُعَب ومناشط وفعاليات ومطاعم شعبية اتخذت من ساحات البلد مقراً ومكاناً لها فهنا نسمع من ينادي على الكبدة البلدي وهناك من يرحب ويهلي ويدعو للحاق على البليلة قبل نفاذها وبين هذا وذاك جلسات الضومنه والكيرم ، كل شيء كان يعج بالحياة وتظهر على ملامح الناس بسمات الفرح والسرور ، أما هذا هذا العام فالإقبال على غير المعتاد و الناس في تردد مابين مقبل ومدبر رغبة في تجاوز هذه الأزمة وخوفا من هذا الفتّاك الذي لايرحم فايروس كورونا ، فلم نجد من تلك الأيام إلّا ذكرياتها وبقايا أماكنها ، فالأماكن تفقد جمالها من غير البشر ، وكأن ذلك الجمال والسعادة التي كنا نشعر بها عند زيارتنا لمنطقة البلد بمدينة جدة قد اختفت ، لكن حركة المتسوقين لابأس بها وإن كانت أقل من السنوات الماضية كما أشار بعض أصحاب المحلات هناك .
الجدير ذكره أن منطقة البلد وجدة التاريخية تقع وسط مدينة جدة، و تاريخها يعود إلى ماقبل الإسلام، بدأت أهمية جدة في عهد عثمان بن عفان رضى الله عنه حيث شهدت تطورًا كبيرًا عندما اتخذها ميناءً لمكة المكرمة في عام 26 هـ الموافق 647م
تضم جدة التاريخية عدداً من المعالم والمباني الأثرية والتراثية، مثل آثار سور جدة وحاراتها التاريخية حارة المظلوم، وحارة الشام، وحارة اليمن، وحارة البحر، كما يوجد بها عدد من المساجد التاريخية أبرزها مسجد عثمان بن عفان، ومسجد الشافعي، ومسجد الباشا، ومسجد عكاش، ومسجد المعمار، وجامع الحنفي، ومن أشهر وأقدم المباني الموجودة حتى الآن دار آل نصيف ودار آل جمجوم فـي حارة اليمن ودار آل باعشن وآل شيخ وآل قابل ودار قمصاني والمسجد الشافعي فـي حارة المظلوم ودار آل باناجة وآل الزاهد فـي حارة الشام ودار آل النمر في حارة البحر وبلغ ارتفاع بعض هذه المباني إلى أكثر من 30 متر، كما ظلت بعضها لمتانتها وطريقة بنائها باقية بحالة جيدة بعد مرور عشرات السنين، وتميزت هذه الدور بوجود ملاقف على كافة الغرف فـي البيت وأيضا استخدم الروشن وخاصة الرواشين بأحجام كبيرة، واستخدمت الأخشاب المزخرفة فـي الحوائط بمسطحات كبيرة ساعدت على تحريك الهواء وانتشاره فـي أرجاء الدار وإلقاء الظلال على جدران البيت لتلطيف الحرارة كما كانت الدور تقام بجوار بعضها البعض وتكون واجهاتها متكسرة لإلقاء الظلال على بعضها.
وبلغت المساحة التقريبية لداخل سور مدينة جدة 1,5 كيلو متر مربع وهي ما زالت تحوي لمسات من الحياة التقليدية ذات الطابع الاجتماعي والاقتصادي القديم التي تتركز حاليا حول مساجد وأسواق المنطقة حيث تنتشر بعض محلات الحرف الشعبية والتقليدية القديمة، ومن أشهر أسواق المنطقة التاريخية قديما وحديثا والتي تشكل شريان المنطقة سوق العلوي وسوق البدو وسوق قابل وسوق الندى .
وفي 21 يونيو 2014 أدرجت ضمن مواقع التراث العالمي.
وأمر الملك سلمان بن عبد العزيز في يونيو 2018 بإنشاء إدارة باسم إدارة مشروع جدة التاريخية ترتبط بوزارة الثقافة، مع تخصيص ميزانية مستقلة لها، وذلك بناء على ما عرضه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.وفي مايو 2019 وجه الأمير محمد بن سلمان بدعم مشروع ترميم 56 مبنى من المباني الآيلة للسقوط بجدة التاريخية، بمبلغ 50 مليون ريال سعودي (كمرحلة أولى).
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020
وصف رائع لظروف وازمه عالميه ومقارنه بين الماضي والحاضر حفظ الله الجميع ورفع الله عنا هذا البلاء
حفظ الله بلاد الحرمين من كل شر و مكروه و بارك في جدة و أهلها الطيبين .. و دام لكم العطاء و البهاء .