||
ناصر العمري :
كان أول مسجد تُقام فيه الجمعة وسمي بهذا الأسم ( مسجد الجمعة ) و له عدة مسميات أخرى منها مسجد الوادي و مسجد عاتكة، ومسجد القبيب.
سمي بمسجد الجمعة لأن النبي عليه الصلاة والسلام أقام في قباء أربعة أيام حتى صباح يوم الجمعة الموافق 16 من شهر ربيع أول من العام الاول من الهجرة ، ثم خرج صلى الله عليه وسلم متوجهاً إلى المدينة المنورة، وعلى مقربة من محل إقامته بقباء أدركته صلاة الجمعة فصلاها في بطن (وادي الرانوناء)، وقد حدّد المكان الذي صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الجمعة, وسمي بعد ذلك بمسجد الجمعة.
أما موقعه فيقع مسجد الجمعة جنوب غرب المدينة المنورة، في بطن وادي رانوناء شمال مسجد قباء، ويبعد عنه مسافة 900 متر تقريباً، كما يبعد عن المسجد النبوي حوالي6 كيلومترات.
تم بناؤه من الحجر الذي تهدم عدة مرات، فأعيد بناؤه وتجديده حيث جدد مرات عدة في عهد عمر بن عبد العزيز مرة ثانية، وفي العصر العباسي ما بين 155 ـ 159هـ.
وفي نهاية القرن 9هـ خرب سقفه فجدده شمس الدين قاوان
كان المسجد قبل التوسعة الأخيرة مبنيًّا فوق رابية صغيرة طوله 8 أمتار، وعرضه 5 ,4 أمتار، وارتفاعه 5,5 أمتار، وله قبة واحدة مبنية بالطوب الأحمر وفي شماله رواق طوله 8 أمتار، وعرضه 6 أمتار.
وقامت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بإعادة بنائه وتوسعته, وفق تصميم هندسي جميل، وضاعفت مساحته، في حين أمر الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله – عام ١٤٠٩هـ بهدم المسجد القديم وإعادة بنائه وتوسعته وتزويده بالمرافق والخدمات اللازمة, وافتتح المسجد عام ١٤١٢هـ وأصبح يستوعب ٦٥٠ مصلياً, بعد أن كان لا يستـوعب أكثر من سبعين مصليًا، كما يحوي المسجد منارة رفيعة بديعة, وقبة رئيسية تتوسط ساحة الصلاة, إضافة إلى أربع قباب صغيرة تتوزّع في جنباته.
هذا و يعدّ أول مسجد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم أول جمعة بالناس حينما أقبل إلى المدينة مهاجراً من مكة . و بدأ خطبته الأولى فيه بقول: ( الحمد لله أحمده وأستعينه وأستهديه وأؤمن به ولا أكفره وأعادي من يكفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله …….)
يحرص الكثير من الزائرين على زيارة المسجد والصلاة فيه بوصفه أحد الأماكن الدينية التاريخية التي تحمل مكانة بارزة في التاريخ الإسلامي, وشهد وقائع من هجرة المصطفى عليه الصلاة والسلام إلى المدينة المنورة, وجوانب من سيرته العطرة.
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020