||

السبع مساجد بالمدينة المنورة

28 أبريل، 2021

ناصر العمري :

 

من أهم المعالم الإسلامية التي يزورها القادمون إلى مدينة المصطفى صل الله عليه وسلم حاج كان أو معتمر أو زائر . وهي في الأصل عبارة ستة مساجد وليس سبعة ولكنها اشتهرت بهذا الاسم نظراً لإضافة البعض لمسجد القبلتين ضمن هذه المساجد، وذلك لأن من يزورها يزور ذلك المسجد أيضاً في نفس الرحلة فيصبح عددها سبعة.
وتقع السبع مساجد في الجهة الغربية من جبل سلع عند جزء من موقع الخندق الذي حفره المسلمون في عهد النبي محمد صل الله عليه و سلم للدفاع عن المدينة المنورة عندما زحفت إليها جيوش قريش والقبائل المتحالفة معها سنة خمس للهجرة وعندها وقعت أحداث غزوة الخندق والتي تعرف أيضاً بمسمى غزوة الأحزاب.

وكانت هذه المساجد مواقع مرابطة ومراقبة في غزوة الخندق ( الأحزاب)وقد سمي كل مسجد باسم من رابط فيه عدا مسجد الفتح الذي بني في موقع قبة ضربت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه المساجد على التوالي من الشمال إلى الجنوب مسجد الفتح، ومسجد سلمان الفارسي، ومسجد أبي بكر الصديق، إضافة إلى مسجد عمر بن الخطاب، ومسجد علي بن أبي طالب، ومسجد فاطمة.

ويعرف أكبر المساجد السبعة بمسجد الأحزاب أو المسجد الأعلى، وهو مبني فوق رابية في السفح الغربي لجبل سلع، وسمي بهذا الاسم لأنه كان خلال غزوة الأحزاب مصلى لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأن سورة الفتح أنزلت في موقعه، وتلك الغزوة كانت في نتائجها فتحاً على المسلمين.

ويقع مسجد سلمان الفارسي ثاني المساجد جنوبي مسجد الفتح مباشرة وعلى بعد عشرين متراً منه فقط في قاعدة جبل سلع وسمي باسم الصحابي سلمان الفارسي صاحب فكرة حفر الخندق لتحصين المدينة من غزو الأحزاب ويتكون من رواق واحد طوله وعرضه 7م ودرجة صغيرة عرضها متران وبني هذا المسجد في إمارة عمر بن عبد العزيز على المدينة أيضاً وجدد بأمر الوزير سيف الدين أبي الهيجاء عام 575ه وأعيد بناؤه في عهد السلطان العثماني عبد المجيد الأول.
أما ثالث المساجد السبعة فهو : مسجد أبي بكر جنوب غرب مسجد سلمان على بعد خمسة عشر متراً منه بني وجدد مع المسجدين السابقين وقد هدم الآن ليعاد بناؤه وتوسع مساحته.
ويلي مسجد أبي بكر جنوباً على بعد عشرة أمتار مسجد عمر بن الخطاب وهو على شكل رواق مستطيل وله رحبة غير مسقوفة على شكل رواق مستطيل يرتفع عن الأرض ثماني درجات وطريقة بنائه تطابق بناء مسجد الفتح وربما يكون قد بني وجدد معه .
كما يقع مسجد علي بن أبي طالب شرقي مسجد فاطمة على رابية مرتفعة مستطيلة الشكل طوله 8.5 م وعرضه 6.5م وله درجة صغيرة وبني هذا المسجد وجدد على الأرجح مع مسجد الفتح ويروى أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قتل في هذا الموقع عمرو بن ود العامري الذي اجتاز الخندق في غزوة الأحزاب.
والمسجد السابع هو : مسجد فاطمة الزهراء ويسمى في المصادر التاريخية مسجد سعد بن معاذ وهو أصغر مساجد هذه المجموعة مساحة 4×3م، وله درجة صغيرة وآخر بناء له على نمط أبنية المجموعة نفسها يرجح أنها في العصر العثماني في عهد السلطان عبد المجيد الأول 1268ه / 1851م.
تحتضن المدينة المنورة الكثير من المساجد الإسلامية التاريخية التي تحظى باهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله- من حيث التوجيه بعنايتها، والعمل على صيانتها المستمرة, وتوفير كل ما تحتاجه من فرش ووسائل إضاءة وأجهزة تكييف وغيرها من المستلزمات, التي تتيح للزائر الكريم أداء الصلاة بها وزيارتها والاطلاع على تاريخها الإسلامي الكبير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

رأي المصداقية

1 يناير، 2021
رآي المصداقية

  كان حلما يراودنا منذ...

كتّاب المصداقية

5 ديسمبر، 2024
مستقبل الذكاء الاصطناعي

ضيف الله نافع الحربي  حتى...

27 نوفمبر، 2024
إدارة المتطلبات المالية

ضيف الله نافع الحربي  تأخر...

21 نوفمبر، 2024
ثقافة ومهارة إعداد المحتوى

ضيف الله نافع الحربي مع...

14 نوفمبر، 2024
الطباع السيئة والخروج النهائي

ضيف الله نافع الحربي  بعدد...

أوراق أدبية