||

ذنوبُ الشعراء

15 يناير، 2021

هندة محمد – تونس

‏يقولون :
‏إنَّ المساءاتِ
‏مثلُ الحكاياتِ
‏مثلُ تراتيلِ شاياتِهِ الغافياتِ
‏سمارٌ بطعمِ الحنينِ
‏وأنَّ الحمائمَ حين تحطُّ على قلبِ أنثى
‏تصيّرُها نجمةً في تعاويذِهم أو تمائم للمتعبين..

‏يقولون:
‏ هذا يخبِّئُ أنثاه بين تصاويرِهِ المثقلةْ
‏وذاك يعتّقُ ريحَ الضّفائرِ بالأغنيات
‏و تلك..
‏ ترتّبُ بين ضلوعِ القصائدِ أسرارَها العارياتْ..»
‏فكيفَ يصيرُ الغناءُ على حائطِ الرّوحِ مبكى
‏وكيفَ اذا ما فتحَنا نوافذَنا للصّباحِ ..
‏اختنقنا..
‏وكيفَ نصدّقُ بعد الغيابِ لقاءَ النّهاراتِ..
‏ والعائدون من الشّوقِ ماتوا احتضاراً
‏لماذا نعيدُ على مسمعِ الجمرِ صوتَ النّدى
‏وكلُّ الذين يضمّونه في أكفِّ اللّغاتِ عطاشى
‏خطانا بنا تستجيرُ
‏وأصواتُنا فرّقتْها الجهاتُ…
‏لأنّا نرتّقُ بالحرفِ دربَ السّكاتْ..

‏يقولون :
‏ قالوا..
‏سمعَنا…نظنُّ..
‏وتَهذي بهم لعنةُ المارقين من المحوِ جمراً
‏ويقطفهم وردُنا الــ (أتلفتْهُ) الجهاتُ..
‏وحين ترمّمني الموجةُ العاتيةْ…
‏يقولون :
‏كانتْ تقطّفُ عطرَ المواويلِ بين الصّباحاتِ..
‏تكنسُ عشّاقَها الغائمين
‏وتتلفُهم ..
‏زهرةً
‏زهرةً في ثقوب الرّؤى ..

‏يقولون :
‏كانتْ تخبّئُ احلامَها في ضبابِ المعاني
‏وحتّى تعلّمُ قلباً عتيقاً نشيدَ المجاذيبِ
‏تنسى الطّريقَ إليها..
‏ولكنَّهم لم يواروا خطاها وخدشاً طفيفاً بأيامِها اثقلتْهُ الحصى ..

رد واحد على “ذنوبُ الشعراء”

  1. دوما الأبصار والتفكير تمر جميل وعندما تبحر بكتابتنا نحلق في فضاء الحروف ومجرة الكلمات فعلا مقال جميل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

رأي المصداقية

1 يناير، 2021
رآي المصداقية

  كان حلما يراودنا منذ...

كتّاب المصداقية

6 نوفمبر، 2025
احذروا دُعاة الاِنطفاء

ضيف الله نافع الحربي  سيأتي...

30 أكتوبر، 2025
الأمراض النفسية غير المرئية

ضيف الله نافع الحربي  الإنسان...

23 أكتوبر، 2025
نصفك الأسود

ضيف الله نافع الحربي  ما...

15 أكتوبر، 2025
من جدة إلى كأس العالم

ضيف الله نافع الحربي  من...

أوراق أدبية