||

الأجنحة المنكسرة

12 يوليو، 2021

منار الحربي

 

 

وقفت برهة أتأمل الكون الفسيح وحال الناس فيه ثم خطر في بالي تساؤل ياترى أكلهم يحلمون نفس الأحلام ؟وهل كلهم يملكون القدرة على تحقيق مايحلمون؟الصغير والكبير الغني والفقير الذكر والأنثى يحلم كل منا بحياةيرسمهافي خياله حياة تشبه الجنةكل مافيها يفوق الوصف والخيال فحتى وإن اختلفت البيئات واتفقت القوانين تظل للأحلام نافذة تطل على الحرية اللامحدودة.
كم هي غالية أحلامنا نسعى ونسعى كي نعيشها واقعًا ونتفاجأ بعقبات ومطبات تتطلب منا تحديا
كبيرًا للتغلب عليها ونرى البعض يستسلم عند أول عقبة ويعلن توقفه عن الركض بينما آخرون ممن يملكون علو الهمة والإصرار على بلوغ الهدف أعلنوا تحديهم ورغبتهم في تحقيق أحلامهم الوردية لم تثنهم ضحكات من حولهم وسخريتهم وتوقفهم بل دفعتهم بكل قوة وأكسبتهم الجلد وحب المغامرة فمن يريد القمة سيسعى وسيعتاد على مسح العرق من جبينه،كلمااحتاج الأمرإلى بذل مجهودأكبر
تصميمهم يجعلهم حتى وإن وجدوا المصعد الموصل إلى الهدف معطلا لن يترددوا في صعود السلم درجة درجة فكل عمل عظيم من أجل حلم جميل تصنعه الهمم والإرادةوالعزيمةالقوية.
وستتحقق أحلامهم عندما يمتلكون أجنحة قوية كأجنحة الصقر لاتكف عن التحليق وعيون ترسم مستقبلها بأمل يدعمه عمل لايتوقف وتلونه بألوان الطيف البراقة حاملة المظلة لتحتمي من رياح تهب فتكسر أجنحتها لتثنيها عن حلم رسمه خيالها الواسع فأحبته وعقدت عزمها أن تعيشه واقعًا مهما كلفها من تعب وسنيين،ليس عيبٌ أن نتقبلَ الواقع ولكن العيب أن نستسلم للظروف وجميل أن نحلم والأجمل أن نفردَالأجنحة بقوة وصلابة وإن نسخِر
كل الإمكانيات لتبقى،وشعاع الحلم يرى النور شيئًا فشيئا،لاتنظر إلى أجنحة الغير فأنت لاتملكها هي
ليست ملكك،لكن قد تستعين بها إن لزمك الأمر ليمدوا لك المساعدة،فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه فلا تتردد في طلب العون منهم إن رأيت في عيونهم نظرة الحب وبريق اسمه أنا معك أنا هنا لأجلك ولأجل مساعدتك.
فإن حدث واصطدمت بمعوقات تكسرتْ بسببها أجنحتك فتقف مذهولا كيف أصمد وأواصل وهل يمكن أن تُجْبر الكسور وهل وهل،فتعيش في دوامة من التفكير تُفقِدك شغف الاستمرار،تعتقد حينها أن الحلم تبخر بل أصبح سرابا فيصيبك اليأس وتسيطر عليك النظرة السوداوية للحياة فتغمض عينيك فلا ترى سوى الظلام وحياة كئيبة لاروح فيها حتى من كانوا حولك اختفوا من الوجود فتظن الحياة توقفت.ولاتعلم بأن الجناح المكسور بالإرادة والتصميم يجبر،فيقوى أكثر وستعلم أن لكل كسر جبر ولا سيما إن احتفظت بآمالك وأحلامك سرا بين عقلك وقلبك واجعلها بين سجود ودعاء ثم ارسلها لِتطرق أبواب السماء واعقدها بعزيمة الإصرار وصدق اليقين بالتوكل وترك الأمر بيد الله .
وكلما زارك التعب وطرق بابك القنوط تذكر أن كل أحلامك بيدالمعطي،من بيده الأرزاق وأن حياتك وسر سعادتك كُتِبتْ قبل أن تُولد جفت الأقلام ورفعت الصحف ولاتزال بإيمانك بعظمة الدعاء في تغيير الأقدار فلربما يرى الله منك سعيا وحبًّا لعمل الخير فتأتيك دعوة لاتعرف مصدرها ولكن الله يعرف إنك ممن يبذرون بذور الخير في كل طريق سرت وتسير فيه فنمت تلك البذور وأثمرت سنابل من دعاء دفعت عنك مرضا ورفعت عنك خسارة ودفعتك بقوة خفية فتحت لك أبواب الأحلام وجبرت تلك الأجنحة المكسورة بجبيرة الرضا والسير قدما نحو الأمان بأجنحة تقبض وتبسط فترتفع معها أسقف الأحلام لتصل عنان السماء.بعدها افتح عينيك
فقد بات الحلم واقعا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

رأي المصداقية

1 يناير، 2021
رآي المصداقية

  كان حلما يراودنا منذ...

كتّاب المصداقية

6 نوفمبر، 2025
احذروا دُعاة الاِنطفاء

ضيف الله نافع الحربي  سيأتي...

30 أكتوبر، 2025
الأمراض النفسية غير المرئية

ضيف الله نافع الحربي  الإنسان...

23 أكتوبر، 2025
نصفك الأسود

ضيف الله نافع الحربي  ما...

15 أكتوبر، 2025
من جدة إلى كأس العالم

ضيف الله نافع الحربي  من...

أوراق أدبية