||
الدكتورة : إيمان أشقر
الموت .. هذا الجندي المبعوث بأمر الله ، هذا الرسول الذي لا يفاضل و لا يستأذن ، هذا الأمر الذي لا يستثني من الخلق أحدًا ، متى ما شاء اللهُ شاء.
أمرٌ لا تملك أمامه إلا أن تضع أسلحتك و جندك و تستسلم ، أمر ٌ لا يقبل المقايضة و لا التأجيل ، قدر ٌ قال له الرحمنُ كُنْ فكان.
هل نحن نخشى الفقد ، أما نخشى الحزن الذي يتبع الفقد؟!
نحن نخشى أن نبحث عن من نحب فلا نجد جوارنا أحدًا ، نخشى الوحدة و شوق الاعتياد ، نخشى أن لا نجد من يرثينا إذا ما أصابنا أمر الله النافذ الذي لا يغادر ُ أحدًا ، و ليتنا نعلم أن الواحد الأحد الذي لا يغادر أحدًا هو الأقرب إلينا من حبل الوريد.
هذه الرحلة التي نرتحل فيها لا نعلم متى تصل و حسبنا غاية أن يكون آخرها الجنة.
هذا الوجع الذي استقى من مُرْه كل من ذاق طعم الحياة و خانه التقدير بأن الحياة لا تنتهي و لا تزول.
ليتنا تعلمنا حين نُسأل من أنت و لِمن؟ .. أن نقول (إنا لله و إنا إليه راجعون ..)
حقيقة الأمر و الوجود إن الآخرةُ خير ٌ من الأولى و لا باقي إلا وجه الله.
و حين نقول توفاه الله نعني أن الإنسان استوفى نصيبه من الدنيا و كان له كامل النصاب من هذه الحياة كما قسم الله له حين وزّع الأقدار و الأعمار ، و ما الرحيل إلا عودة إلا الله حيث النعيم المقيم و جنة ٌ عرضها السموات و الأرض.
الحمد لله الذي ألهمنا الصواب و الاحتساب ،
الحمد لله الذي يُرسل باللطف قبل المصاب ،
الحمد لله الذي جعل في الجنةِ لمن صبر .. باب.
الحمد لله الذي علمنا الدعاء و وعدنا الجواب .
الحمد لله الذي أخبرنا بأن الجنة هي دار المقام و الثواب.
اللهم ارحم موتانا و موتى المسلمين و اجعلهم في جنانك و تحت عرشك و جوار حبيبك المصطفى عليه أفضل الصلاة و السلام ، اللهم آمين.
و آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين.
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020
إنا لله وإنا إليه راجعون ..
وكأني بها نظرة تشاؤمية وإن كانت واقعية ..
الموت حق .. لكن
النظر بأفق واسع في هذه الحياة يبعث التفاؤل ..
ونحن بحاجة إلى التفاؤل ..
رحم الله من فقدناهم
وأدام من كان لهم في العمر بقية
في بهجة وسرور..
ورضى من الله سبحانه وتعالى ..
تحياتي ، ،