||
متابعات- ناصر العمري
في انعكاس للانقسام العميق الذي يعيشه العراق، تظاهر آلاف من مناصري الإطار التنسيقي، المنافس لزعيم التيار الصدري، على بوابات المنطقة الخضراء. وفيما يواصل مناصروه اعتصامهم في البرلمان، دعا الصدر إلى مظاهرات في عموم العراق.
تجمع آلاف من مناصري قوى الإطار التنسيقي الشيعي الموالي لإيران عصر اليوم الإثنين (الأول من أغسطس/ آب 2022)، في مظاهرة حاشدة ردا على اعتصام أتباع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر داخل مبنى البرلمان العراقي لليوم الثالث على التوالي.
وأقيمت المظاهرات خارج أسوار المنطقة الخضراء عند بوابة الجسر المعلق في ظل إجراءات أمنية مشددة، وانتشار كثيف للقوات الأمنية العراقية وقوات حفظ النظام. واستخدمت القوات الأمنية خراطيم المياه لمنع اقتراب المتظاهرين من الحواجز الإسمنتية والأسلاك الشائكة المحيطة بالبوابة الجنوبية للمنطقة الخضراء.
وحمل المتظاهرون أعلام العراق ورايات ملونة ورددوا شعارات منددة بقيام أتباع الصدر باقتحام المباني الحكومية داخل المنطقة الخضراء الحكومية، وطالبوا بضرورة حفظ شرعية الدولة والنظام العام في البلاد.
كما رفع بعض المتظاهرين لافتات كتب عليها “الشعب لن يسمح بالانقلابات”، كما حملوا الأعلام العراقية وصوراً للمرجعية الشيعية العليا آية الله علي السيستاني. وهتف البعض منهم “نعم نعم للمرجعية.. نعم نعم للقانون”.
ويجمع تحالف الإطار التنسيقي بالإضافة لائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي ويعد أبرز خصوم التيار الصدري، قوى سياسية شيعية وفصائل الحشد الشعبي الموالية لإيران والتي دُمجت مع القوات النظامية.
وكان التوتر قد تصاعد منذ عدة أيام في العراق، إذ اقتحم مناصرو التيار الصدري مبنى البرلمان مرتين، وباشروا داخله اعتصاماً السبت، رفضاً لترشيح محمد شياع السوداني (52 عاما) من قبل الإطار التنسيقي، لرئاسة الحكومة.
ودعا الصدر الذي أظهر أنه يملك قاعدةً شعبية واسعة أنه لا يزال قادراً على تحريك الجماهير لأهدافه السياسية، إلى تظاهرات اليوم في كلّ محافظات العراق.
من جهته، جدّد هادي العامري الذي يتزعم إحدى فصائل الحشد الشعبي، متوجهاً إلى الإطار التنسيقي والتيار الصدري، الدعوة إلى “الحوار الجاد والبناء، للتوصل الى حلول لنقاط الاختلافات فيما بينهما”. وحذّر من أنّ “أجواء التصعيد الاعلامي من خلال البيانات والبيانات المضادة والتي تدعو الى الحشد الجماهيري، قد تخرج عن السيطرة وتفضي الى العنف”.
يذكر أن الكتلة الصدرية والإطار التنسيقي على خلاف بشأن تشكيل حكومة عراقية جديدة بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت في شهر تشرين الأول /أكتوبر الماضي وتصدرتها الكتلة بـ74مقعدا مما حال دون إنجاز هذه الاستحقاق.
ويرجع الخلاف لرغبة تحالف “إنقاذ الوطن” بزعامة الصدر، بتشكيل حكومة “أغلبية وطنية” فيما تسعى قوى الإطار التنسيقي، إلى حكومة “توافقية”.
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020