||

ولاء جاها تناقش أطروحتها في التصميم الداخلي بجامعة أم القرى: الحلي والمجوهرات كأصل جمالي واقتصادي لإعادة تشكيل هوية المسكن

26 يونيو، 2025

جدة – يوسف حافظ  

قدّمت الباحثة ولاء بنت يوسف أحمد جاها، أطروحتها لنيل درجة الدكتوراه في قسم التصميم الداخلي بكلية التصاميم والفنون بجامعة أم القرى، بعنوان: “الرؤية الجمالية للحلي والمجوهرات كمصدر إبداعي لتصميم أثاث ومكملات المسكن”، في طرح بحثي يدمج بين البعد الفني والاقتصادي، ويعيد الاعتبار للهوية البصرية كقيمة إنتاجية في التصميم المعاصر.

وتستند الدراسة إلى فرضية أن العلاقة بين الإنسان والمكان لا تقل أهمية عن علاقته بذاته؛ فالمكان يؤثر في المزاج والسلوك، ويعكس الذوق الشخصي والانتماء. ومن هذا المنطلق، تم استلهام التصاميم من الحلي والمجوهرات العربية – بما تحمله من رموز وثقافات مادية – لإنتاج نماذج تصميمية لمكملات وأثاث سكني يمتاز بالأصالة والوظيفة، ويعيد تشكيل الحضور الجمالي للمسكن.

واعتبرت الباحثة أن اختيار الحلي والمجوهرات لم يكن مجرد اتجاه بصري، بل قرار استراتيجي نابع من إدراك القيمة الاقتصادية الكامنة في الرموز المحلية؛ فالمجوهرات في الثقافات العربية ليست فقط زينة، بل تمثّل تاريخًا، واستثمارًا، ورمزًا اجتماعيًا. وعند توظيف هذه العناصر في التصميم، يتحول المنتج من مجرد أثاث إلى قطعة ذات قيمة رمزية وتنافسية عالية، قابلة للتسويق ضمن أسواق التصميم الراقي، والمنتجات الفاخرة، والديكور الثقافي، وهو ما يتقاطع مع مفاهيم الاقتصاد الإبداعي.

وطرحت الدراسة نماذج تطبيقية باستخدام برامج رقمية مثل Sketchbook و3D Max وProcreate، تم فيها تحويل تكوينات الحلي التقليدية إلى وحدات تصميمية توظف اللون، والملمس، والانعكاس، في صياغة مكملات معمارية راقية. كما أوصت الباحثة بضرورة دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل الزخارف التاريخية، وتوليد تصاميم قابلة للإنتاج على نطاق واسع ضمن منظومة الصناعات الإبداعية السعودية.

وأشرفت على الرسالة الأستاذة الدكتورة جوهرة بنت سالم التركي الخليوي، وشاركت كل من الأستاذة الدكتورة منى حامد موسى، والدكتورة إيمان بنت حسن المنتصر، والدكتورة رابعة بنت سالم سجيني، والدكتورة غادة بنت محمد ناظرين، في لجنة المناقشة ،حيث أشادت اللجنة بمستوى الأطروحة، ووصفتها بأنها نموذج نوعي للربط بين التراث والتصميم والاقتصاد الثقافي.

ويمثل هذا البحث انعكاسًا لتوجه أوسع نحو توطين مفاهيم التصميم المعاصر في المملكة، بما يواكب مستهدفات رؤية 2030 في دعم الاقتصاد غير النفطي وتنمية قطاع الصناعات الإبداعية، وتعزيز حضور المنتجات المحلية في الأسواق العالمية، ليس فقط بوظيفتها، بل بهويتها وقيمتها الثقافية والرمزية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

رأي المصداقية

1 يناير، 2021
رآي المصداقية

  كان حلما يراودنا منذ...

كتّاب المصداقية

17 يوليو، 2025
طريقتك الخاصة

ضيف الله نافع الحربي  أسلوب...

14 يوليو، 2025
طريقتك الخاصة

ضيف الله نافع الحربي  أسلوب...

3 يوليو، 2025
الخوف سجن بلا أسوار

ضيف الله نافع الحربي  في...

25 يونيو، 2025
السفر على طريقة الأذكياء

ضيف الله نافع الحربي   ثقافة...

أوراق أدبية