||
جدة – د أشرف سالم
بعد ثلاثة 3 أيام من الفعاليات اختتمت الدورة العشرين لـ”ملتقى قراءة النص”، الذي نظمه النادي الأدبي الثقافي بجدة، بالتعاون مع جامعة الأعمال والتكنولوجيا، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن فيصل بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، بعنوان “الخطاب الأدبي والنقدي في نادي جدة الأدبي قراءات ومراجعات في منجز المرحلة”، خلال المدة ما بين 25 – 27 رجب 1445هـ، 6 – 8 فبراير.
وجاء اختيار محور “منجزات أدبي جدة” لملتقى قراءة النص العشرين؛ بمناسبة مرور خمسين عامًا على إنشاء نادي جدة الأدبي الثقافي؛ الذي يعد أقدم أعرق نادي أدبي في المملكة؛ وكان الأديب والناقد معالي الدكتور عبد الله المعطاني الشخصية المكرمة في هذه الدورة.
فعاليات حفل الافتتاح والتكريم
وفي حفل الافتتاح ألقى الدكتور عبد الله بن عويقل السلمي رئيس مجلس إدارة النادي كلمة أثنى فيها وقدم الشكر للقيادة؛ ملكًا وولي عهد – حفظهما الله – على اهتمامهم بالثقافة والمثقفين، كما توجه بالشكر لسمو أمير المنطقة وراعي الملتقى، ولسمو نائبه، ولوزير الثقافة ونائبه، ولسمو محافظ جدة.
وأوضح د. السلمي أن النادي حريص على تنفيذ ملتقى النص لما له من أهمية وحضور في تضاريس الحركة الأدبية والنقدية، وأشار إلى أنه في كل عام يُختار عنوان للملتقى ينبثق من أهمية المرحلة وما يتطلبه واقع الحركة الأدبية والنقدية، لافتًا النظر إلى أن الدعوات وجهت للجامعات والأندية الأدبية واللجان الثقافية بالمناطق للمشاركة في فعاليات هذه التظاهرة الثقافية، مختتمًا حديثه بالقول: رؤيتنا بأن يكون ملتقى قراءة النص بنادي جدة رائدًا في تناول الموضوعات الأدبية المرتبطة بالمشهد الأدبي والثقافي السعودي.
أعقبت ذلك كلمة لرئيس مجلس أمناء جامعة الأعمال والتكنولوجيا، د. عبد الله دحلان، أبدى سعادته باحتفال النادي بيوبيله الذهبي، قائلاً: إن هذا النادي الذي نحتفل اليوم بمناسبة مرور خمسين عامًا على تأسيسه هو ثمرة جهود مجموعة من الرواد، ساهموا بوقتهم وجهدهم ومالهم، في ظل ظروف صعبة أدوا رسالة الدولة التي رعت الثقافة منذ تأسيسها.
ثم تم تقديم عرض مسرحي مُهدى من “جمعية الثقافة والفنون”؛ عن تاريخ اللغة العربية والشعر العربي، أعقبتها ندوة عن الشخصية المكرمة لهذا العام معالي د. المعطاني؛ تحدث فيها الدكتور عبد المحسن القحطاني، والدكتور مرزوق بن تنباك، والدكتورة رانيا محمد شريف العرضاوي، وأدارها الدكتور: نايف بن رشدان.
وقد شهد الحفل حضورًا استثنائيًا من قبل المثقفين والأكاديميين من مختلف مناطق المملكة، وكما حظيت الجلسات بمتابعات من قبل المثقفين والمهتمين بالشأنين الأدبي والنقدي.
محاور الملتقى العشرين لقراءة النص
وكان أمين اللجنة العلمية للملتقى الدكتور عبد الرحمن بن رجاء الله السلمي، قد صرح بأن الملتقى سيتناول موضوع الخطاب الأدبي والنقدي في نادي جدة الأدبي من خلال (5) محاور تتمثل في الآتي: المحور الأوّل “السيرة والمسيرة”؛ البدايات الأولى لتأسيس الأندية الأدبية في المملكة، وتأسيس نادي جدة الأدبي وأثره في الحركة الأدبية، وتحولات الثقافة من الأفراد إلى المؤسسات.
فيما يتناول المحور الثاني “الاتجاهات الثقافية والأدبية”؛ إسهامات النادي في قراءة التراث العربي، واستقبال الثقافة الحديثة، والمناهج الأدبية والنقدية لدراسة النص الأدبي؛ والمحور الثالث يتناول تشكيل الوعي النقدي، ومقاربة النصوص الأدبية، وقراءة التجارب الإبداعية، وتكريم الأعلام والرموز، فيما يستعرض المحور الرابع “الإصدارات والدوريات”؛ أسئلة الفن والمنهج، جذور والتراث الأدبي، علامات والنقد الأدبي، عبقر والنص الشعري، الراوي والنص السردي، نوافذ والترجمة، أما المحور الخامس يتناول “المحاورات والندوات المنبرية”؛ الاتجاهات والأثر، والمحاضرات الثقافية، والأمسيات الإبداعية، والجماعات الأدبية والنقدية.
تحقيق ونقد التراث وشهادات معاصري النادي
وفي الجلسة الأولى التي أدارها الدكتور يوسف العارف، استهلها الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيِّع بورقة عنوانها «دورية جذور.. من تحقيق التراث إلى نقد التراث»، وتحت عنوان «إصدارات منها تعلّمت»، شارك الدكتور عبد الله ثقفان بورقة ذكر فيها أن «البحث والتحصيل عملان مضنيان، غير أن لهما حلاوة عند من يكابدهما بشوق»، ماضيًا من ثم إلى تعديد ما تعلمه من دوريات «أدبي جدة» المشهورة؛ جذور، وعلامات، ونوافذ، من موضوعات مهمة، وخصصت الجلسة الثانية لشهادات من معاصري منجزات النادي؛ أدارها محمد صبيح وشارك فيها: د. عبد العزيز السبيل؛ محمد علي قدس؛ د. لمياء باعشن؛ عبده خال؛ ود. أميرة كشغري.
مجلات النادي وأبو مدين وجدلية النقد
وفي الجلسة الثالثة التي أدارها د. ياسر مرزوق، قال د. عبد المحسن القحطاني: اخترت عنوان “مجلات نادي جدة الأدبي العلمية قراءة المنجز”، لأني عشتها وصدرت تباعًا، وهي: علامات، جذور، عبقر، الراوي، نوافذ، كما شهدت الجلسة مشاركة الباحث إبراهيم مضواح الألمعي بورقة عاد فيها إلى سيرة ومسيرة نادي جدة الأدبي في أيام عبد الفتاح أبو مدين، مشيرًا إلى ظروف تأسيس النادي، وأثره في الحركة الأدبية، منذ إنشائه عام (1395هـ/ 1975م)، حتى وداعه النادي وإصداره كتابه: (أيامي في النادي) عام (1432ه/2011م)، ورصد سهم الدعجاني «جهود نادي جدة الأدبي الثقافي في تكريم المثقفين»، متناولاً فيها ثقافة التكريم بشكل عام، ومفهومه ودلالاته وأنواعه ومعاييره، وقد ألقت أستاذ الأدب والنقد بجامعة جدة؛ الدكتورة فايزة أحمد الحربي، ورقة تناولت فيها «جماعة حوار» محورًا لوقتها، ناظرة في «جدلية الخطاب النقدي بين المنهج والنص في رواية المرأة السعودية»، فيما تناول الدكتور خالد بن سعيد أبو حكمة، الأستاذ بجامعة الملك خالد، مجلة “جذور والدراسات اللغوية: تحليل ونقد”، وفيها ركّز على الدراسات اللغوية المنشورة في مجلة جذور الصادرة عن أدبي جدة.
التواصل الثقافي والترجمة ورواق السرد
كذلك شهد الجلسة الرابعة مشاركة الدكتور أحمد بن عيسى الهلالي، أستاذ الأدب والبلاغة المشارك بجامعة الطائف، بورقة استقصت «نافذة التواصل الثقافي في نصف قرن»، أما الدكتورة أديم بنت ناصر الأنصاري، أستاذ مساعد في الأدب والنقد والبلاغة بجامعة حفر الباطن، فجعلت من المقالات المترجمة في مجلتي علامات في النقد، ونوافذ، مسرحًا لبحثها، ورصد الدكتور سلطان عاطف العيسي، تجربة «منتدى رواق السرد» في الأمسيات الإبداعية، من خلال قراءة فنية مقدمًا دراسة موضوعية لطبيعة الأمسيات المنبرية التي قُدمت عبر منبر رواق السرد، والكشف عن أسماء الضيوف الذين أسهموا في تقديم الأمسيات، ومعرفة أطروحاتهم السردية.
وحدة النسق وجماعة حوار ومجلة عبقر
وشهدت الجلسة الخامسة والأخيرة، مشاركة الدكتور سعود بن حامد الصاعدي، بورقة ناقش فيها «وحدة النسق في دوريات نادي جدة الأدبي» عبر بحث في دلالة العنوان وأفق الرؤية، فيما تعقّب الدكتور فهد بن محمد الشريف، الأستاذ بجامعة الأعمال والتكنولوجيا في بحثه «خطاب التنوير لدى جماعة حوار»، مركّزًا في قراءة الخطاب على زاويتين: خارجية وداخلية، عبر عن الخطاب التنويري فيما أنجزته جماعة حوار من محاور فكرية أساسية، ورصدت الباحثة د. أمل القثامي؛ أستاذ مشارك في الدراسات الأدبية والنقدية بجامعة الطائف، «الهوية العلاماتية للشعر» عبر «مقاربة نقدية لمجلة عبقر» دارسة معطيات المجلة، وأرصدة حضور أصوات المبدعين وصوت النص الشعري، أما الدكتور سامي بن غتَّار الثقفي، فقد جعل مدار بحثه حول «المكوِّن الثقافي في إصدارات نادي جدة الأدبي».
توصيات ختامية
وفي ختام الملتقى أصدر العديد من التوصيات التي ألقاها الدكتور عبد الإله جدع، وكان مما تضمنته: رأى المؤتمرون ضرورة العناية بمنجز نادي جدة من ندوات وأمسيات ومطبوعات ومادة مسجلة على وسائط حديثة، لنشرها في الإعلام المرئي لتعم الفائدة والربط بين الأجيال الأدبية، والاهتمام بمادتها وحفظها في أوعية النشر عبر الوسائط الإلكترونية الحديثة، مع توثيق منجزات الأندية الأدبية الثقافية على مستوى المملكة لدورها الريادي في تنمية المشهد الثقافي السعودي والعربي على مدى عقود ودعم كياناتها ومناشطها المتعددة، داعين إلى الإبقاء على مجلات نادي جدة الخمس: (جذور- علامات- الراوي- نوافذ – عبقر)، لترفد المشهد الثقافي الأدبي السعودي.
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020