||

الذكاء الاصطناعي يكتسح كوكب الإعلام

4 أكتوبر، 2023

الطالب/ عمر الأحمري

في بداية الأمر دعونا نتساءل ما هو إتجاه مسار الإعلام اليوم وما هو الحال عليه، فالإعلام الآن هو مجال واسع ومتفرع ومنبر لكل فرد، وهو يتجه بلا شك الى التطور في اساليبه و إمكانياته، فالإعلام قديما لم يكن مثل الآن وكذلك إعلامنا الآن سيصبح من الماضي، فجميعنا يعلم مدى التطورات التي وصل اليها البشرية، فالإعلام اليوم يخوض تحدي كبير وواسع سعيا في مواكبة التطور والتكنولوجيا الحديثة، فأول خطوة خطاها الإعلام منذ فترة طويله والى الإن الآ وهي ما يسمى بالرقمنة، فلو نظرنا من حولنا سنجد أن الإعلام الرقمي أصبح علم يدرس، وإضافة لذلك والى ما يحدث الان في ضل التطورات الحاصلة فقد حل ضيفا ذو معيار ثقيل على مجال الاعلام الآ وهو الذكاء الإصطناعي.

فلو تناولنا معا فكرة الذكاء الإصطناعي فسنفهم أنه علم يهتم بصناعة آلات و روبوتات مرتبطة بأنظمة الحاسوب، أي وببساطة يمكن أن تتخذ القرارات وان تقوم ببعض المهام التي يتطلب منها التفكير والفهم والسمع والتكلم وكذلك أيضا الحركة وكل هذا يأتي بدلا من الانسان، وهنا ندرك بأن هذا العلم نابع من خلال التطورات والتكنولوجيا المتقدمة، فنحن الآن نعيش في زمن بدأت فيه التقنية والتكنولوجيا تختلط وتنافس الإنسان والبشرية في مجالات عمله وليس صناعة الإعلام فقط. فمن وجهة نظري أرى بأن الذكاء الإصطناعي بالفعل بدأ بكتساح مجال الإعلام وصناعة المحتوى فهوا يملك ما لا يقدر عليه الإنسان من مهارات إعلامية، ولو أنه يحاكي المهارات التي يقوم بها الإنسان الا أنه يقوم بها بدقة عالية وفي سرعة قياسية ، و بالطبع هناك بعض السلبيات لها ولكن هذا لا يمانع بتاتا بأن تسارع الشركات والمؤسسات الإعلامية وبضرورة القصوى بأن تعمل على إمتلاكها وإستثمارها والإستفادة منها بما تحققه من إيجابيات عده ولكن ((تحت إشراف ومتابعة دقيقة من العنصر البشري)).

فالإنسان هو صانع الذكاء، ولو إستدلينا بمهنة الصحافة بحكم أني اميل إلى هذا الجانب؛ فقد توصلت الدراسة المسحية إلى أن الذكاء الإصطناعي يعين المحررين في غرف الأخبار بسرد مزيد من القصص لكنه لن يحل بديلا عن الصحفي، وأما بالنسبة لمهنة العلاقات العامة فالذكاء الإصطناعي لديه القدرة على توفير وخلق الأدوات التي تستفيد من قلوب وعقول الجمهور المستهدف لدى المؤسسة ومن بعد ذلك يتم العمل عليها من قبل العنصر البشري لكسب الجمهور والحفاظ على السمعة، وأخيرا وهي مهنة الإذاعة والتلفزيون فجميعنا شاهد قبل سنوات بما قامت به وكالة الأنباء الصينية ببث حديث لأول مذيع إفتراضي بعد ان تم فيه دمج التسجيل الصوتي والفيديو في الوقت الحقيقي من قبل العنصر البشري مع شخصية إفتراضية من خلال تكنولوجيا ومحاكاة قدرات الإنسان الذهنية، وهنا سنجد بأن العلاقة علاقة تكاملية لا اكثر ولا اقل، فهي لا تنافس الانسان اكثر من أن تعينه في بعض الأمور التي تصعب علينا.

فالذكاء الإصطناعي هي فرصة ذهبية لتطوير قطاع الإعلام فمن الواجب علينا وعلى كل فرد مزاول لمهنة الإعلام بأن يبادر وينطلق في تعلم تقنيات الذكاء الإصطناعي و لو بالمشاركة بورش العمل والتدريبات الخاصة بهذا المجال، وإستجابة لأهمية هذا التطور فمن حسن الحظ فقد أقامت جامعة أم القرى وبرعاية من قسم الاعلام التابع لكلية العلوم الاجتماعية بجامعة أم القرى وبالتعاون مع عمادة شؤون الطلاب المنعقد في وادي مكة، فعالية “الأسبوع الإعلامي” والذي يهدف إلى تقديم ورش عمل وتجارب وجلسات حوارية مكثفة وعميقة في ضوء متغيرات فرضتها تقنية الذكاء الاصطناعي على الرسائل الاعلامية وعلى الإعلاميين أنفسهم، مما يساهم في صناعة الوعي بين الطلبة والمختصين واصحاب الشأن في هذا المجال، والذي يضم نخبة من الإعلاميين وذات الإختصاص في هذا الميدان.

فهي خطوه مشرقة ومجهود يذكر فيشكرون عليه والتي أمل بأن يتم من خلالها التعريف والتثقيف والجواب على التساؤلات حول هذا المجال، واتطلع بمشيئة الله سبحانه بنجاح هذي الفعالية التي تعكس مدى مثابة الجودة المميزة لدى قسم الاعلام وطلبته والقائمين عليهم وعلى رأسهم رئيس القسم د. أيمن السعيدي، سائلا الله أن يكتب لنا ولأبنائنا الطلبة التوفيق والنجاح ولوطننا الغالي..

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

رأي المصداقية

1 يناير، 2021
رآي المصداقية

  كان حلما يراودنا منذ...

كتّاب المصداقية

24 أبريل، 2024
رسالة التغيير

ضيف الله نافع الحربي  مع...

18 أبريل، 2024
على أجنحة الشغف

ضيف الله نافع الحربي  في...

11 أبريل، 2024
العيد والذكاء الإجتماعي

  ضيف الله نافع الحربي ...

4 أبريل، 2024
دائرة الخطر الفكري

ضيف الله نافع الحربي  الوقوع...

أوراق أدبية