||
قراءة : الفنانة حنان حجار
ذكرني معرض د. عبد الله فتيني “`بكلمات للكاتب المكي .
أ. حسن شعيب
اقتبستها من كتابه الجميل
” مكة التي في خاطري ”
يقول فيها :
سأظل أناجي حبيبتي
وأهتف باسمها معلنًا عشقها
فخورًا بحبها الطاهر المقدس
وستبقى مهاتي تشرق في حياتي
كل حظة وحين شوقًا وحنين
لأنها في ناظري
مكة التي في خاطري …
وأنا استعيد تلك الكلمات وارتشف الألوان والمعاني والأبعاد المباشرة حينًا ، والتي توارت في ذات الموضوع حينًا آخر .. أثناء تواجدي
في المعرض الثاني للدكتور عبد الله فتيني “تحت عنوان “مروا من هنا “
وجدته يمنح منجزًا فنيًا .. يحتوى طابعًا ديناميكياً ينطلق عبره ، لتصبح تكويناته قابلة لاستحداث
……الجديد من القديم
ذكريات تتوالى تعيش فيها ما بين الواقع والتأمل ..
لتاريخ مكي تتوجت فيه أم القرى بالكعبة المشرفة ..
مهابة شامخة بعزتها تقف بين جبال مكة وأوديتها ، مثل التباين بين المحايدات بالأبيض والأسود أجل المعاني
فكانت الكعبة المشرفة مركز البصر ..
حتى لو لم تكن مرسومة في اللوحة تواجدت عبر إيحاءات مابين الأبيض والأسود ، جاء تصوير المنازل فيها مبسطًا بأسلوب بنائي يشبه تركيبات الديكوباج ، تجاوز فيها الفنان التفاصيل الدقيقة لتجسد اللوحات القيم الروحية الأسرع وصولاً إلى القلب .. تحرك الذاكرة وتستثني كل ما سواها..
ليبدأ الفنان رحلة لونية ، عَبر بها التاريخ والذكريات ، يمسك بالأبجدية حروف تبعث البهجة ، لانزال نذكر صداها من أفواه الأجداد والجدات …كأغلفة للقيم النابضة في صيغة للأمثلة الشعبية العتيقة، ترددت كثيرًا على مسامعنا ، بكلمات تعزف سطورها الطاعنة ،
عبر أيامنا التي عشناها تفيض حكمًا ودلالات …لرؤية لاتتوقف ، يواصل الفنان فيها رحلة ذلك الإرث الذي لايُنسى ليجسد أفكاره التي يحققها باللون تعبيرًا يتجلى خطابها في تفاعلات تحمل موروثًا بنيويًا استرجع به الفنان مكونات
لوحاته من المجتمع المكي جيلًا بعد آخر ..ليسقطه وعيًا مكثفًا بمساحات وتكوينات تحمل في محتواها بساطة التأويل ، والقدرة
على التعبير ، نظم فيها المدركات الحسية ، ضمن إطار مجتمعي أحتوى عناصر منتقاة تمكن بها
من استثارة الذكريات ..لتكون تلك المفردات ، مواضيع أساسية في سياق الأعمال المعروضة بألوان تمكنت من الزمن فأيقظت تلك اللوحات المعاني المستعادة لنعيش معه حكايا الأيام الماضية ، تحت عنوان
” مروا من هنا “*
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020