||
قراءة: الفنانة حنان حجار
“رموز راقصة تمسك بأطرافها تحاول تقييدها”
أراك اليوم مختلفًا .. تَعصف بالمساحة –
يظن من يراها أنك تقيدها
فيما تصنع منها ألف مسافة ..
يتكاثر اللون في تقاطعاتك ، كما يتكاثر ضوء الشمس ، ويثقل ويميل كما تميل سنابل القمح …
تمتص الضوء من ألوانك المتغايرة..
بلا تكرار ممل..
تجمع فيها الأطياف ، تصنع في كل مسافة مساحة لون يحمل معنى مختلف –
تبدو خطوطك قاسية حد القيد حينًا ، فيما تتقارب أخرى لتفسح المجال لحركة اللون فيما بينها.
يظن من يراها أنك تقيدها.. فيما تصنع منها دروب لانهاية لها ..
وكأني بها غيمات ..تعلقت في الفضاء بللها صوت المطر ،
تبعث قطراتها ممزوجة بسماء روحك و عفويتك التي تفضي
إلى شفافية ذلك البدوي الأصيل الذي امتلأت روحه بليل القرية ومسحة الطبيعة ..
الفنان أبو هريس في تقاطعاته يمسك بنواة التمر يجزئها ..
يعيد تركيبها برونق جديد ،
يضع له حدود لايمر منها اللون ..
تجمع اجزاءها المبعثرة
مابين الحضارة التي تفيض حولك بصخبها وحركتها المتسارعة ،وبين تاريخك الساكن في داخلك …
ترسم تقاطعات سكبت فيها ضوء القرية الصابحة مع الفجر ، التربة اللينة، رائحة الطين بعد أن تشرب بماء المطر ..لينبت منها الصبار والسمر والمرخ والطلح ..
تتجاوز الواقع بخيال الفنان… وإحساس إنسان عاشق للطبيعة ..
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020