||
ضيف الله نافع الحربي
حق مشروع أن تنفرد بحياتك ، وتضع من حولها السياج الذي تشاء ، فهي حياتك أنت لا حياة المتطفلين أو الفضوليين ، ولكن من الاعتدال أن تكون مشاركًا للناس مشاركة تبادلية متزنة ، تحميك من العُزلة والإنطواء الذي قد يجعل منك شخصًا غامضًا حد الخوف منه ، لأننا كبشر طبيعتنا نخشى الغموض وما وراء الأسوار العالية والقلوب الموحشة الخاوية من المشاعر .
وحق مشروع لك أن تصنع الفكرة وتعتز بها وتحافظ عليها بكُل ما أوتيت من قدرة ، فالأفكار ثمينة واللصوص يتربصون بها في كل مكان ، ومن واجبك تجاه أفكارك أن تنقلها من العقل إلى الورق قبل أن تشرع في تجسيدها على أرض الواقع كخطوة عملية أولى نحو تحقيقها كإنجاز ، ولكن اعتزازك بأفكارك وحرصك على أن تتفرد بالنجاح والتميز ، لا يوقعك في محظور محاربة أفكار الآخرين ومحاولة اسقاطها أو التقليل من شأنها أو أصحابها ، مشروعك الأهم أفكارك ونجاحك سيكون بأفكارك والعناية بها لا بسقوط الآخرين ، و النجاح ليس معركة بقاء بل هي ساحة تنافس للشرفاء
ومن حقك المشروع أن تُعبر عن رأيك بكل حرية وشفافية دون تردد ، فالرأي قبل أن يكون شراكة إنسانية فاعلة هو أثرٌ يبقى لصاحبه بل وقد يصل الرأي الصائب المحاط بالحكمة والنظرة الثاقبة إلى آفاق زمنية قد تمتد إلى أبعد مما نتخيل ، ولكن هذه الحرية لا تعني أن لك الحق في مُصادرة رأي غيرك أو الطعن فيه أو النظر إليه من منظور شخصي وبالتالي محاربته واتخاذه وسيلة لتصفية الحسابات ، فكما لك حقٌ مشروع ، للآخرين حق مشروع في إبداء آرائهم بحرية تامة كما أنت .
أخيرًا حقك المشروع الذي تُطالب به وتتمسك به وتعتز به ولا يمكن أن تتنازل أو تتخلى عنه ، للآخربن مثله ، وكن على يقين وثقة أن الحقوق المشروعة دينيًا وفكريًا ومجتمعيًا لايمكن أن تتعارض وبعضها البعض إن استخدمت في نطاقها الصحيح و وفق أدبياتها ، فلنكن جميعًا في نطاق حقوقنا المشروعة لأن الخروج عنها يعني أننا تجاوزنا على حقوق الآخرين فليس هناك مساحة حرية مباحة لمن يتجاوز حقه المشروع .
همسة :
الإنسان العاقل يعرف حدوده جيدًا لذا هو لا يُذل ولا يُهان .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020