||

لن يقف رثاؤك يا د .عبدالله مناع

28 يناير، 2021

د إيمان مناجي أشقر

كنت اسمع عنه كم عرفه الكثير و لم أحلم للحظة أني سألتقيه عن قرب . في عام ٢٠٠٤ كتب المرحوم محمد صادق ذياب في عاموده اليومي مقال بعنوان ( المعطف الابيض ) تعليقاً على اصداري لكتاب ( كحلي و الخضاب ) و الذي كان له رحمه الله اليد البيضاء في اصداره بعد توجيهي و نصحي ، قال محمد صادق بلغوا د عبدالله مناع و بلغوا الطبيبة د ايمان اشقر ان يتركوا الادب لنا لاننا لا نزاحمهم في عيادتهم و كان في ذلك المقال اطراء لي و تاكيد لابداع د مناع ، اعتبرت ذلك المقال خطوة من خطوات نجاحي . في احد الصباحات و انا امشي في بهو مستشفى الملك فهد العام و اذا بقامة د عبدالله مناع و مشيه الواثق الجميل يمشي في نفس المكان ، وقفت و القيت التحية عليه عرفته بنفسي و اخبرته كما له من حضور عميق في نفوسنا جميعاً، عرضت خدماتي له فأجاب ( أتيت لفتح ملف و لعرضي على احد الاطباء و شئت ان اقف كما يقف الاخرون لأرى ماالذي علي فعله ).
اخبرته ان الامر ليس بالصعب و لكن مكانته الكبيرة في نفوسنا تستوجب بقاءه في مكانه و نأتي بالاشياء اليه . دعوته لمكتبي و تم فتح الملف و استدعاء استشاري لمعاينته و الاهتمام بأمره .
بعدها اخبرته اني بصدد اصدار و توقيع كتابي (بنت لال) سألني أين سيكون و وعدني بالحضور ، حينها طلبت من سعادته ( رحمه الله) ان يكون الافتتاح على شرفه ، وافق بكل تواضع جم و رقي تعامل لا شبيه له و لا نظير، حضر الافتتاح و استمع و استمتع كما قال و شارك الحضور بالمداخلات و كانت سعادة الجميع بالغة لوجوده معهم . بعدها اصبح د عبدالله مناع الاب و الصديق و الزميل و الناصح و من قبلها كان القدوة و المثال الحي على رقي الادب و تواضع الكبار .
عندما أنشئت المقهى الثقافي في جدة التاريخية و تسميته ( بنت لال ) بارك لي الخطوة و أثنى على حماسي و حبي للمغامرة و التحدي ، و تكللت سعادتي حين كان من اوائل زوار ذلك المكان الذي احببت ، تحدث عند لقاءنا عن حكايات جدة القديمة و البحر ، تحدث عن التمسك بالقيم و العادات و الاصول و الاخذ بها معنا في طريق التقدم و الحضارة .
كان رحمه الله قبل ان يحدثني يبعث برسالة نصية للتاكد من عدم انشغالي ، كان لا يزاحم الاجازات الاسبوعية باستفسار او استشارة ، كان يتحدث بأدب جم و بالفصحى و حتى عامية اللغة لها أدب و ثقافة ، كان دائماً يردد ان سعادته بالغة لأنه يرى السيدة السعودية في الصفوف الاولى في كل المجالات و أن النجاح لا يعرف سقف تحدي ، في عامه الاخير قال أحمد الله أني عشت حتى أرى المرأة السعودية و قد حظيت بكل حقوقها و نجحت في سباق الحضارة مع تمسكها بعقيدتها و أصولها ، في العام الاخير قال .. يكفينا ما رأيناه من تقلبات الدنيا و أحداث ، وصلنا حد الكفاية .
كان أخي و ابي و صديقي و ناصحي ، كان ايقونة الرقي في الادب و التعامل و الحرص و الصراحة ، لم يكن مناعاً للخير بل كان كريماً أبياً ،
رحمه الله رحمة واسعة و جعل له تحت عرش الله مستقراً و مقاماً ، و جعله جوار المصطفى حبيبه محمد عليه أفضل الصلاة و السلام ( اللهم آمين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

رأي المصداقية

1 يناير، 2021
رآي المصداقية

  كان حلما يراودنا منذ...

كتّاب المصداقية

28 مارس، 2024
هيبة ووقار الأثر

ضيف الله نافع الحربي  منذ...

21 مارس، 2024
غدر الأصدقاء

ضيف الله نافع الحربي  الأصدقاء...

14 مارس، 2024
شهر طمأنينة الأرواح

ضيف الله نافع الحربي  الأجواء...

7 مارس، 2024
الظن العاطفي

 ضيف الله نافع الحربي  الظن...