||

الشعب الإعلامي

23 فبراير، 2022

ضيف الله نافع الحربي

لايزال لبعض العبارات رنين في أقصى الذاكرة وإن انتهى زمانها ورحل أغلب جيلها ، ( افتحوا الرادو بنسمع الأخبار ) ، ( شغلوا التلفزيون بنشوف الأخبار ) عبارات رددها الآباء والأجداد في زمن كان الراديو والتلفزيون هما المصدر الوحيد للخبر و الإعلام ، ولا ريب يخالج النفوس فيما يذكر ويعلن عن طريقهما ، يصومون ويُعيدون على أنباء الراديو والتلفزيون ،وفيه يتابعون أخبار الدولة وقراراتها ، ولامصدر آخر سواها ، ولا خشية من مُتمصدر يبحث عن شهرة من خلال بث الشائعات وترويجها ، و لم يكن ذلك الجيل في عجلة من أمره فقد يحدث الأمر الجلل في وقت مبكر لكنهم لا يعلمون به إلا متأخر في وقت استماعهم للراديو والذي غالبًا ما يكون فترة المساء بحكم انشغالهم بالبحث عن رزقهم ورعاية مزارعهم ومواشيهم ، زمن صَدق فيه كل شيء فكانت سمته الطاغية ( السلام ولا سواه ) ، لكن الحياة متغيرة بطبعها والإنسان يواكب عصره وهذا هو الأمر الفطري السوي ، لاسيما أن العالم يتغير كل دقيقة ، وأبرز التغيرات التي طرأت في العقدين الماضيين الثورة الإعلامية والتواصلية الهائلة التي غيّرت ثقافة الإنسان وعدّلت بشكل جذري قائمة اهتماماته ، فلم يعد الراديو مصدرًا هامًا للخبر رغم أهميته ولم يعد للتلفاز ذاك الشغف الآسر الذي طغى على مشاعر ” جيل الطيبين ” بعد أن أصبح الإعلام الجديد هو المنصة الأعلى صوتًا ، يقودها الشعب الإعلامي العزيز .

و إذا ما اعتبرنا أن كل صانع محتوى أو مؤثر في مواقع التواصل ( إعلامي ) فإعلام الأفراد اليوم صنع الفرق من حيث الوصول لشريحة أكبر وهذه قوة تحتسب للإعلام الجديد ، في ظل بقاء الإعلام التقليدي مقيدًا بقيود البيروقراطية التي كبلت جهوده ، لغة الإعلام تغيرت وأدواته تطورت و وسائله تعددت والمتلقي أصبح أكثر ثقافة وأكبر صعوبة برغم سهولة الوصول إليه لكن من الصعب إقناعه بمحتوى لايوازي طموحه والعالم بين يديه يرى ويقارن ويحلل ويقرر ” بضغطة زر ” من يتابع ومن يحظر ، وفوق هذا يعبر عن رأيه في الحين واللحظة وبكل أريحية وقد يكون لرأيه صدى يبلغ الآفاق ، ولدينا في بلادنا تجربة حية ومضرب مثل لدى الكثير من المجتمعات التي أدركت جيدًا حجم القوة الإعلامية الضاربة التي يقودها الشعب السعودي وكم أسقطت تلك القوة أعداء الوطن ودحرت مخططاتهم ، وكم عرّت من مندس ، وكم سلطت الضوء على المخالفات والسلوكيات التي تفاعلت معها الجهات في وقت قياسي ، نعم إنه الشعب الإعلامي الذي صنع الفرق وأغرق المفاهيم القديمة حول الإعلام ، لكن ما يعاب على إعلام الأفراد غياب الثقة بينه وبين المتلقي بسبب الشائعات وترويجها ، أو بحث المؤثر في مواقع التواصل عن مصالح شخصية له على حساب مصداقية ما يقدم ، ما يجعل البوصلة تُشير دائمًا إلى الإعلام التقليدي الذي لايزال المصدر الموثوق والنهاية التي يجتمع عندها الجميع ويتفق على مصداقية محتواها ، ما يجعل الأهمية بالغة لتطوير إعلامنا التقليدي ومواكبته للعصر واقتحام منصات الإعلام الجديد بفكر مختلف عما هو عليه الآن وتوسيع القاعدة الجماهيرية من خلال الاستفادة من أدوات العصر الحديث للوصول للمتلقي .

همسة :

الإعلام الجديد لغة العصر التي يجب أن يتحدث بها الجميع .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

رأي المصداقية

1 يناير، 2021
رآي المصداقية

  كان حلما يراودنا منذ...

كتّاب المصداقية

18 أبريل، 2024
على أجنحة الشغف

ضيف الله نافع الحربي  في...

11 أبريل، 2024
العيد والذكاء الإجتماعي

  ضيف الله نافع الحربي ...

4 أبريل، 2024
دائرة الخطر الفكري

ضيف الله نافع الحربي  الوقوع...

28 مارس، 2024
هيبة ووقار الأثر

ضيف الله نافع الحربي  منذ...