||

فواصل إنسانية

22 يوليو، 2021

الكاتب : ضيف الله نافع الحربي

 

لأن الحياة لا تحتمل إلا أن نعيشها كما هي ، ونتعايش مع تفاصيلها بإنسانيتنا الخالصة توقفوا معي قليلًا أمام هذه الفواصل قبل أن نعبر إلى مابعدها

الفاصلة الأولى :

الفرح قبلة كل القلوب المتعطشة له و وجهة لكل ذات يملؤها حب الحياة وشغف السعادة ، وهذه الأيام أيام عيد والعيد علامة بارزة على خارطة الأشياء المبهجة للنفس البشرية من الصعب تجاوز أيامه دون أثر جميل يلتصق بجدران الذاكرة ، ومن المؤلم أن يمرنا العيد عابرًا وكأن الأمر لايعنينا !
وكما أن هناك قلوب تصنع العيد وترسم السعادة وكأن ذلك جزءٌ من ثقافة أصحابها إلا أن هُناك من صنع بينه وبين الفرح حاجز يصعب عليه تجاوزه ، فلا عيدٌ يؤثر به ولا مواسم فرح تجذبه وكأنه خُلق للبؤس، وما بين الفئتين بين شاسع وكأنه الفرق بين جنان تجري من تحتها الأنهار و صحراء قاحلة لا حياة فيها .

الفاصلة الثانية :

الفقر داء وأي داء ! والعطاء قدرٌ من الله لا يد للإنسان فيه ، و لكن رحمة الله التي يودعها القلوب تُذيب قسوة الفقر بالعطاء والسخاء ، وهذه الأيام الفضيلة وسائر الأيام بعدها لمن يمد الله في عمره فرصة ثمينة لمواساة من أنهكتهم الظروف ، وعصفت بهم رياح الحاجة فأذهبت عنهم البهجة والسرور ، فهنيئًا لمن بذل من أجل أن يعيد الفرح إلى قلب فقير أو محتاج ، أو يفرّج كربة مكروب أودعته الديون خلف القضبان ومن وراءه أسرة وأطفال لم يعد للفرح في حياتهم مساحة وعائلهم بعيد عنهم .

الفاصلة الثالثة :

من يصنع الفرح مبدع ، ولكن ماذا بشأن من يقتل الفرح ؟ أظن أنه لن يفعل مثل هذا إلا شخص متجرد من إنسانيته ، وقد يتساءل البعض هل هناك من يقتل الفرح فعلاً ؟ دون شك أن هناك من يفعل ذلك وربما لا يعلم أن ما يفعله هو قتل لفرحة إنسان آخر ، فمثل هذا لا يحتاج الكثير ، لأن الفرح رقيقٌ جدًا وقتله يسير على من اعتاد ذلك ، “كسرة الخاطر ” ولو بكلمة هي قتل للفرح ، و قطيعة من هو واجب عليك وصله قتل للفرح ، و تحويل أيام ومواسم السعادة مصائد لأحلام البسطاء وأمنياتهم وفرحتهم هو قتلٌ سافر للفرح ، فلننجو من هذه الإثم الإنساني الفادح .

فاصلة أخيرة :

تلمّس احتياجات الناس ، ونقاط ضعفهم ، ومواطن أوجاعهم وكن ذلك الطبيب الإنسان الذي يجيد تخفيف ما أصاب غيره ، فمن كسر ظهره البحث عن وظيفة يحتاج التحفيز وحقنه بالصبر والإيجابية وإمداده بالأمل ليواصل تحقيق هدفه بعيدًا عن الإيحاءات السلبية ، والمُطلق / المُطلقة يحتاجون من يبتعد عن الأسئلة المحرجة أو التي قد تنبش جروح خاملة أو تشعره بالإنكسار أو الخوف من الحياة فهم يعانون نظرة المجتمع وقسوة الأيام ، ومن يعاني الفشل وإغلاق الأبواب أمام مشاريعه وأهدافه لا يحتاج المزيد من النُصح والتوجيه والتأنيب بقدر ما يحتاج أن لا نخوض في تفاصيل تؤلمه .

همسة :

الناس لايحتاجونك ، وإن كان ولابد أن تفرض نفسك عليهم فكُن خفيفًا جميًلا تُجيد صناعة الفرح لهم ولاسواه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

رأي المصداقية

1 يناير، 2021
رآي المصداقية

  كان حلما يراودنا منذ...

كتّاب المصداقية

18 أبريل، 2024
على أجنحة الشغف

ضيف الله نافع الحربي  في...

11 أبريل، 2024
العيد والذكاء الإجتماعي

  ضيف الله نافع الحربي ...

4 أبريل، 2024
دائرة الخطر الفكري

ضيف الله نافع الحربي  الوقوع...

28 مارس، 2024
هيبة ووقار الأثر

ضيف الله نافع الحربي  منذ...