||
الكاتب : ضيف الله نافع الحربي
لأن الحياة لا تحتمل إلا أن نعيشها كما هي ، ونتعايش مع تفاصيلها بإنسانيتنا الخالصة توقفوا معي قليلًا أمام هذه الفواصل قبل أن نعبر إلى مابعدها
الفاصلة الأولى :
الفرح قبلة كل القلوب المتعطشة له و وجهة لكل ذات يملؤها حب الحياة وشغف السعادة ، وهذه الأيام أيام عيد والعيد علامة بارزة على خارطة الأشياء المبهجة للنفس البشرية من الصعب تجاوز أيامه دون أثر جميل يلتصق بجدران الذاكرة ، ومن المؤلم أن يمرنا العيد عابرًا وكأن الأمر لايعنينا !
وكما أن هناك قلوب تصنع العيد وترسم السعادة وكأن ذلك جزءٌ من ثقافة أصحابها إلا أن هُناك من صنع بينه وبين الفرح حاجز يصعب عليه تجاوزه ، فلا عيدٌ يؤثر به ولا مواسم فرح تجذبه وكأنه خُلق للبؤس، وما بين الفئتين بين شاسع وكأنه الفرق بين جنان تجري من تحتها الأنهار و صحراء قاحلة لا حياة فيها .
الفاصلة الثانية :
الفقر داء وأي داء ! والعطاء قدرٌ من الله لا يد للإنسان فيه ، و لكن رحمة الله التي يودعها القلوب تُذيب قسوة الفقر بالعطاء والسخاء ، وهذه الأيام الفضيلة وسائر الأيام بعدها لمن يمد الله في عمره فرصة ثمينة لمواساة من أنهكتهم الظروف ، وعصفت بهم رياح الحاجة فأذهبت عنهم البهجة والسرور ، فهنيئًا لمن بذل من أجل أن يعيد الفرح إلى قلب فقير أو محتاج ، أو يفرّج كربة مكروب أودعته الديون خلف القضبان ومن وراءه أسرة وأطفال لم يعد للفرح في حياتهم مساحة وعائلهم بعيد عنهم .
الفاصلة الثالثة :
من يصنع الفرح مبدع ، ولكن ماذا بشأن من يقتل الفرح ؟ أظن أنه لن يفعل مثل هذا إلا شخص متجرد من إنسانيته ، وقد يتساءل البعض هل هناك من يقتل الفرح فعلاً ؟ دون شك أن هناك من يفعل ذلك وربما لا يعلم أن ما يفعله هو قتل لفرحة إنسان آخر ، فمثل هذا لا يحتاج الكثير ، لأن الفرح رقيقٌ جدًا وقتله يسير على من اعتاد ذلك ، “كسرة الخاطر ” ولو بكلمة هي قتل للفرح ، و قطيعة من هو واجب عليك وصله قتل للفرح ، و تحويل أيام ومواسم السعادة مصائد لأحلام البسطاء وأمنياتهم وفرحتهم هو قتلٌ سافر للفرح ، فلننجو من هذه الإثم الإنساني الفادح .
فاصلة أخيرة :
تلمّس احتياجات الناس ، ونقاط ضعفهم ، ومواطن أوجاعهم وكن ذلك الطبيب الإنسان الذي يجيد تخفيف ما أصاب غيره ، فمن كسر ظهره البحث عن وظيفة يحتاج التحفيز وحقنه بالصبر والإيجابية وإمداده بالأمل ليواصل تحقيق هدفه بعيدًا عن الإيحاءات السلبية ، والمُطلق / المُطلقة يحتاجون من يبتعد عن الأسئلة المحرجة أو التي قد تنبش جروح خاملة أو تشعره بالإنكسار أو الخوف من الحياة فهم يعانون نظرة المجتمع وقسوة الأيام ، ومن يعاني الفشل وإغلاق الأبواب أمام مشاريعه وأهدافه لا يحتاج المزيد من النُصح والتوجيه والتأنيب بقدر ما يحتاج أن لا نخوض في تفاصيل تؤلمه .
همسة :
الناس لايحتاجونك ، وإن كان ولابد أن تفرض نفسك عليهم فكُن خفيفًا جميًلا تُجيد صناعة الفرح لهم ولاسواه .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020