||
ضيف الله نافع الحربي
ليس مطلوبًا منّا أن نقول ما يريده الآخر، وليس لنا العذر إن قلنا ما يسوء الآخرين سماعه. نحن جزء من حياتهم وعلاقاتهم، وإن لم تربطنا بهم علاقة قرابة، فمسؤولية احترام مشاعر الناس واجب علينا ولا مفرّ منه. وما بين تعمّد الإيذاء اللفظي وحصوله دون قصد، تولد الفجوات التي تُباعد بين القلوب، وتقف عند حدودها الأرواح التي تفقد ألفتها تجاه من صدر منه ما يؤذي.
قد يأتي من يُقلل من أثر “لغط الحديث”، و”إسقاطات المجالس”، و”المداعبات الثقيلة”، وهذا جهل أو استهتار أو محاولة تطبيع لسلوكيات لا علاقة لها بالمباح عرفًا والمألوف اجتماعيًا. وما يُؤسف أن من يقود مثل هذه السلوكيات لا يخلو من الجهل أو الاضطرابات، وبالتالي هو بحاجة للتوجيه والتصحيح والتوضيح، لا للزجر والقمع والإقصاء، ما لم يُصرّ على سلوكه العدواني الذي يُفكك العلاقات الجميلة بين الناس ويُفسدها.
وحتى نتعامل مع ما يحيط بنا وما نجد أنفسنا جزءًا منه، كمواقف الحياة وسلوكيات الناس، لا بد أن نُدرك أن العقول تختلف، وأساليب التفكير تتفاوت، ولكل شخص طريقته في محاولة إثبات الذات، وأن لا أحد يقبل على نفسه أن يظهر مشوهًا. لكن ما يحدث هو سوء تقدير من أولئك الذين يفتقدون القراءة الصحيحة والجيدة للحياة، ومهارات التعامل، ولباقة الحديث، ومراعاة التباين بين الناس، لا سيما أن مساحات التقبّل من شخص لآخر تختلف.
فهناك من يتقبل منك ما تقول، وهناك من يجاملك من باب التقدير لمرة أو مرتين، وهناك من يواجهك بردة فعل غير متوقعة. وفي النهاية، ثق تمامًا أنك ستخسر الجميع، لأن لا أحد يقبل بوجود شخص لا “يُثمن ما يقول”، ولا يحترم الحدود، ويمنح لنفسه من مساحات التجاوز ما لا يقبله من الآخرين. وهذا قول الحياة، وصدى واقعها.
همسة:
تُحترم حين تكون قادرًا على احترام ذاتك
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020