||
ضيف الله نافع الحربي
في ظل المشاغل ورتم الحياة السريع وضيق الوقت ، تأتي الغفلة القاتلة التي توهم أحدنا أن الأولويات قد تغيرت قسرًا في ظل الزحام آنف الذكر ، وأن العناية بالأسرة وشؤونها ، والعمل ومتطلباته ، والمسؤوليات و الإيفاء بها ، أهم من العناية بالصحة الجسدية واللياقة البدنية وممارسة الرياضة ، التي يضعها المنطق على رأس الضروريات ، وفي مقدمة الأولويات ، لاسيما مع العادات الصحية والغذائية السيئة التي نادرًا ما تخلو منها حياتنا ، مابين الوجبات السريعة والحلويات ذات السعرات الحرارية العالية ، وضعف جودة النوم كيفًا وكمًا ، وقلة الحركة ، التي انعكست على الصحة العامة وفتحت المجال لانتشار الأمراض المُزمنة كالسكر والضغط ، وداء العصر الحديث ” السمنة ” إذ أثبتت إحدى الدراسات الحديثة في المملكة ( أن شخص واحد من بين كل ٥ أشخاص مصاب بالسمنة !” .
و التعمق في لغة الأرقام والدراسات التحذيرية من خطورة عدم ممارسة الرياضة مؤلمًا نظرًا للارتفاع الكبير في أعداد المصابين بأمراض العصر التي يتسبب بها وبشكل كبير الإهمال والغفلة القاتلة ، ويتضاعف الخطر حين يكون الشخص مدخنًا وكأنه يزف صحته إلى مثواها الأخير ، لا أنكر أن هناك ارتفاع في الوعي المجتمعي مع الجهود التي تُبذل لرفعه ، لكن الخطر لازال حاضرًا ، والضحايا يتساقطون نتيجة أخطاء كان بالإمكان تلافيها برياضة ساعة واحدة كل يوم ، تُكسب الجسم الصحة واللياقة وتحميه بإذن الله من كثير من الأمراض وترفع مناعته وتُحسن مزاجه وحالته النفسية.
ومن باب التحذير والتنبيه و التوعية ، لن نشعر بإهمال الرياضة ونحن في سن الشباب وبدايات العمر ، ولكن النتائج الوخيمة والتبعات المؤسفة غالبًا ما تظهر في سن متأخرة ، وقد خارت قوى الجسد ، وتغيرت ثقافة الإنسان وضعفت قدرته على ترميم ما هُدم بالغفلة القاتلة التي دفع ثمنها الباهض كثير ممن جعلوا من الرياضة نسيًا منسيا .
همسة :
الرياضة حياة تبعث الحياة .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020