||
ضيف الله نافع الحربي
جميل أن نجعل من عبارة “وقتي لايسمح ” حدًا فاصلًا وردًا زاجرًا وإغلاق لطريق كل ما من شأنه تكدير لحظاتنا ، أو نشر الفوضى بين أشياءنا التي رتبناها بعناية وفق ما نراه مناسبًا لنا، لاسيما في وقت كثُرت فيه التدخلات السافرة ، والاقتحامات الجريئة في حياة الآخرين بهدف إثارة الضجيج في النفوس الهادئة ، أو محاولة تفكيك القناعات الساكنة أعماق أصحابها ، وكأن بعض من يقوم بذلك أوصياء نصّبوا أنفسهم للتنظير ومحاولة فرض ما تُمليه عليهم قناعاتهم لاحتلال مساحات حياة لا ” ناقة لهم فيها ولاجمل ” فقط ليشبعوا جنون الغواية الذي يعيشونه ، و رغم الارتفاع الملحوظ للوعي بين الناس عما كان عليه في وقت قريب لاسيما فيما يتعلق بالخطوط الحمراء التي يتوجب الوقوف عندها إلا أن هناك من يرى أن له الحق فيما لاحق له فيه ، وأن الأبواب المغلقة والأسوار العالية لا تعني له شيئًا .
والعتب هنا ليس عليه ، وقد ضل الطريق الصحيح ، وأصبح يُمارس سلوكياته المنبوذة ، وهو يغرق داخل عقده النفسية ، التي أودت به إلى هذه الحال ، بل العتب كل العتب لمن يسمح له بالاقتراب ، أو طرق أبواب حياته ، أو محاولة القفز فوق الخطوط الممنوعة ، لأن الحياة الخاصة منطقة محرمة على كل غريب أو قريب مالم يؤذن له ، وحتى الأذن للآخرين بالتدخل فيها قد يكون خطأ جسيم وسبب من أسباب الهدم غير المتوقع .
نعم لتكن رسالتك ” وقتي لايسمح ” أن أمنح فرصة أو استمع لمن يُريد أن يستمع لصوت حياتي وتفاصيلها ، ولايسمح أيضًا لمن يرى أنه قادر على رسم خارطة طريق حتى أسير عليها ظنًا منه بأنه الأقدر على ذلك ، والشواهد المؤسفة من واقع الحياة التي ترد للدوائر القانونية و دواوين القضاء وأسبابها التدخلات السافرة في حياة الآخرين أو الإطلاع على أسرارهم وإن كانت برغبة منهم تُشير إلى أن شتات الأسر وهدم البيوت وحالات الفرقة والطلاق والتباعد كان وراءها أشخاص سمحوا للمتطفلين أن يكونوا ورم خبيث داخل حياتهم .
همسة :
حياتك سِر مُقدس لاتبوح به .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020